الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ملف لبنان ليس أولوية روسية.. وموسكو لم تعد وسيطة مع إيران

يقتصر الدور الروسي في الملف الرئاسي اللبناني على تقديم النصح في شأن ضرورة انتخاب رئيس يحظى بتوافق كل اللبنانيين من دون ان يكون لروسيا مرشح معين تفضله.

وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ل”صوت بيروت انترناشونال” ان ملف لبنان برمته ليس اولوية روسية، ولم يكن لروسيا أي دور في المرحلة الأخيرة في المسألة، لا سيما وأن الدول الخمس المعنية بملف لبنان والتي اجتمعت في باريس لا تشمل روسيا.

وابتعاد روسيا عن الملف اللبناني خلافاً لما كان الوضع عليه في مراحل سابقة، يعود سببه الى عدة عوامل، في مقدمها:

-ان الأميركيين ومعهم الفرنسيين ليسوا في وضع جيد مع روسيا بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وبالتالي، روسيا ليست وسيطاً في هذه المرحلة مع إيران، حيث كانت في الظروف السابقة تلعب دوراً في إقناعها بأن تبدي إيجابية حيال الطلبات الدولية المتصلة بلبنان ولو كان دورها محدوداً لكي لا تخربط العلاقات الثنائية معها، الآن ازدادت العلاقات بينهما قرباً بسبب تحالفهما في الحرب ضد أوكرانيا، وروسيا ليست مستعدة للضغط على إيران من أجل أي ملف آخر.

-ان الأولوية لدى موسكو حالياً هي حربها على أوكرانيا، وهذا يعني بالنسبة اليها ان ملف لبنان ليس أولوية، وترى المصادر أن روسيا تتقدم يومياً في أوكرانيا وفي الوقت نفسه تتعرض لضغوط كبيرة دولياً، لذلك هي تركز على تجميع امكاناتها في هذا الملف وتراجعت بالنسبة اليها كل الملفات الأخرى حتى الملف السوري. فهي جمدت الوضع السوري بالتنسيق مع الاتراك. وفي غياب التفاهم الروسي-الاميركي فإن كل الأزمات تفتقر حالياً الى التسوية الشاملة.

الروس الآن مهتمون بتطوير العلاقات مع أفريقيا لا سيما السودان وموريتانيا ومالي، ذلك ان الأفارقة لم يلتزموا بالعقوبات الغربية على موسكو، وهناك تقارب روسي-افريقي في مجلس الامن الدولي ما ينافس التقارب التقليدي الفرنسي-الافريقي.

أرسلت روسيا قوات “ڤاغنر” الى أفريقيا لإزاحة النفوذ الفرنسي، أما بالنسبة الى الشرق الاوسط فليس هو الآن في اولويات الروس ومن ضمن ذلك الملف اللبناني.

وأوضحت المصادر، أن المسؤولين الروس لن يتراجعوا عن هبة القمح والمشتقات النفطية للبنان، لكن هناك ضغوط غربية على شركات التأمين لعدم توفير التأمين لها للوصول الى مرفأ بيروت، وبالتي يبقى العمل لكيفية توصيلها الى لبنان.

مع الاشارة الى ان الاجواء اللبنانية مفتوحة امام الطيران الروسي، لكن الخدمات الارضية له، عليها عقوبات دولية ولا تقبل الشركات بتزويدها له.

لذلك العلاقات الروسية-الدولية في أدنى مستوياتها وهذا يؤثر على الحلول في المنطقة، وبدل ان تبقى روسيا وسيطاً باتت مع ايران على تحالف كبير يقسم العالم عمودياً.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال