الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

موفد الجامعة العربية يبدأ تحركاً على وقع تخوفه من انسداد الأفق

بعد التحرك الأميركي والفرنسي لحلحلة الأزمة بين لبنان والخليج، بدأت اليوم جامعة الدول العربية تحركاً في اتجاه بيروت عبر مباحثات يعقدها الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي مع المسؤولين اللبنانيين تهدف إلى استطلاع موقف لبنان من الحل اللازم لهذه الأزمة والنظر في إمكان المساعدة في ذلك.

و فيما تؤكد مصادر رئاسة الجمهورية لـ”صوت بيروت انترناشونال”، أن زيارة موفد الجامعة لا تأتي في إطار وساطة بين لبنان والخليج لكون الوساطة تحتاج إلى موافقة الطرفين، و هذا لم يبحث، إلا أنها تأتي لعرض المساعدة للخروج من الوضع المتدهور في العلاقات بينهما، وفي إطار محاولة معالجة ما حصل. لكن مصادر حكومية بارزة، أكدت أن لبنان سيبلغ الموفد العربي رغبته بإيجاد الحل واستعادة مناخ الأخوة بينه وبين الدول العربية وتشديده على عدم الخروج من الصف العربي، وأن رئيس الحكومة أعلن عن تصوره للحل، بحيث يبدأ ذلك من الداخل اللبناني بخطوة أولى هي استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. وبعد الدعم الغربي الذي حصل لرئيس الحكومة والطلب إليه عدم الاستقالة وبضرورة استكمال مهمته، فإن موفد الجامعة سيقدم أيضاً الدعم للحكومة وهو سيستتبع زيارته لبيروت، بتحرك مماثل لدى الدول الخليجية لا سيما المملكة العربية السعودية بهدف إصلاح العلاقات اللبنانية معها.

أما مصادر ديبلوماسية بارزة قريبة من الجامعة، فأوضحت لـ”صوت بيروت انترناشونال” أن تحرك الجامعة يأتي على خلفية موقفها، إثر تدهور الموقف مع الخليج، حول أن “حزب الله” يمنع لبنان عن علاقاته الأخوية العربية. إذ أن الجو العربي العام حتى لدى الدول العربية غير الخليجية التي لم تعبر عن رأيها مثل مصر، ودول المغرب العربي أيضاً تخشى على لبنان من سيطرة إيران و “حزب الله”، وهي تعتبر أن الأمن القومي العربي مرتبط بأمن الخليج. لذلك لدى السفير زكي تصوراً يحمله إلى المسؤولين اللبنانيين، ويندرج في إطاره حتمية استقالة قرداحي كبداية للبحث بأي حل، وأن ليس هناك من وقت للإنتظار وأنه إذا وضعت الإستقالة على الطاولة، ستمثل بدورها انطلاقة لخارطة طريق للحل. لكن من دون الإستقالة ستكون هناك صعوبات كبيرة ستؤثر على لبنان. وأن الموفد العربي سيقول ذلك بوضوح، وأن المسؤولين اللبنانيين أحرار في أن يلتزموا بذلك أم لا. ومن دون الإستقالة من الصعب الإنطلاق بأي حل.

وأكدت المصادر، أن أي طرف يريد التوسط في الموضوع سينطلق من الإستقالة على أساس أن على لبنان تقديم شيء أولاً. ولفتت إلى أنه في الساعات الأخيرة الماضية كانت الصورة سوداء لدى المتابعين لهذا الملف والسبب يعود إلى أن “حزب الله” بات يمثل حالة رافضة لكل الحلول بدءاً من المسألة مع الخليج، وصولاً إلى قضية تحقيق المرفأ، وحتى في موضوع عودة مجلس الوزراء إلى الإنعقاد، وكل ذلك ارتبط ببعضه البعض والشلل يبقى هو المسيطر، وهناك خشية على البلد انطلاقاً من التوجهات التعطيلية. لذلك يسود تخوف من تعقيد الأمور في وجه الموفد العربي، و هي بالفعل ستتعقد إذا لم تحصل استقالة قرداحي.

و يبدو للمصادر العربية، أن “حزب الله” لديه ڤيتو على كل شيء. وهي تسأل هل تحقيق الحلحلة يجب أن يحصل عبر اتصال فرنسي-إيراني مجدداً مشابه للإتصال الذي سبق تشكيل الحكومة اللبنانية. وفرنسا لا تريد أن تقع الحكومة في الشلل، والولايات المتحدة لا تريد خربطة الوضع اللبناني. لكن كل المعطيات الديبلوماسية تؤشر إلى أنه إذا لم تحصل الإستقالة، هناك تصعيد سعودي لم يُفصح عنه حتى الآن، ولا عن الخطوات التي ستليه ولا عن الحد الذي سيصل إليه التصعيد النهائي. وهي لفتت إلى أن أمير قطر كان قرر إيفاد وزير الخارجية إلى لبنان في إطار المساعي للحلحلة. لكن إذا ألغى زيارته يعني أن الأمور فعلاً دخلت في دائرة الخطر، وأن لا قرار بالإستقالة.