الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ناقلة النفط الايرانية لم تعبر السويس ووصولها الى سوريا رهن بما تنقله

يمكن تشبيه وضع الشعب اللبناني اليوم بشخصية الممثل السوري دريد لحام في فيلم “الحدود” حين ضاعت اوراقه الثبوتية وبات هائما يبحث عن مخرج يعيد اليه هويته.

لبنان وشعبه بات يبحث عن هويته ومبادئه الدستورية وصلاحيات الدولة ومؤسساتها بعدما بات شركة مساهمة يتحكم فيها مجلس ادارة من صفة “فاسدين” توزع مغانمها وارباحها على الاعضاء في وقت يستمر فيها المواطن صامتا عن عملية الاذلال التي يتعرض لها بدءا من تأمين المشتقات النفطية على انواعها حيث يكتفي بالصراخ منتظرا ملء خزان سيارته بالوقود ورغم تضاعف سعرها الا ان الازمة مازالت على حالها وباتت مادة البزين تختلط بدماء المنتظرين على محطات الوقود ومن يراقب هذه “الطوابير” لا بد وان “يشمت” بهذا الشعب الذي ارتضى لنفسه هذا الذل.

البارحة بشر امين عام حزب الله حسن نصر الله اللبنانيين والعالم بانطلاق اول باخرة نفط ايرانية متحديا العالم بالتعرض لها واليوم حذرت ايران من التعرض لهذه الباخرة وفي موازة قرار نصر الله خرج الرئيس اللبناني من اجتماع المجلس الاعلى ليعلن عن خطوات تريح المواطن اللبناني بتسعيرة دولار نفطي بقيمة 8000 ليرة.

اللافت في هذا القرار انه لم يتطرق الى الحل الذي طرحه نصر الله وكأن القرارات التي تصدر عن حارة حريك تخص “غربستان” في فيلم دريد لحام اما ما يصدر عن بعبدا فصلاحيته تخضع لـ”شرقستان”.

وهنا يطرح السؤال اين وزارة الطاقة من هذه “المكرمة” التي قد ترتب على لبنان العديد من العواقب ويمكن افتراضها وتعدادها اولا في حال مرور الباخرة بسلام من البحر الاحمر مرورا بقناة السويس وصولا الى المرافىء السورية كون اللبنانية غير مؤهلة لاستقبالها لوجستيا وهذا الامر ينطبق على مرفأ بانياس السوري وعملية نقلها في الصهاريج وكيفية توزيعها ناهيك عن الكميات التي قد يستغرق نقلها اكثر من 10 ايام فهل ستكفي حاجة بيئة الحزب.

وهنا لا بد من الاخذ بعين الاعتبار القرارات التي ستتخذها الدول التي فرضت عقوبات على ايران وسوريا وهل ستشمل اركان السلطات اللبنانية الذين سمحوا باستجرار المشتقات النفطية من الدول المعاقبة لاسيما وانهم “صموا آذانهم” عن قرار سيد حارة حريك الذي اكد انه سينفذ وعده.

الباخرة او الناقلة لم تعبر قناة السويس حتى الآن ومن المرجح ان تمر ما لم تكن تحمل قيمة مضافة وهي عبارة عن قطع الصواريخ الاستراتيجية وهذا الامر تترصده الولايات المتحدة و”اسرائيل” وهي اما تقوم بضربها قبل رسوها قبالة الشواطىء الروسية واما تقوم بعمليات كومندوس لزرع عبوات ناسفة تحدث اضرارا كبيرة في هذه الناقلة وهذا الامر تكرر مع اكثر من ناقلة بعضها تسرب الى الاعلام في حين ان العمليات الاخرى بقيت سرية.

في الختام لا بد من انتظار وصول الباخرة الايرانية الاولى التي تشكل ورقة تستخدمها ايران من خلال “حزب الله” ذراعها الاقوى في الشرق الاوسط ومرماها الاقوى، ايام قليلة تفصلنا عن تداعيات هذه الناقلة فهل ستكون الاولى والاخيرة؟!