الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نبذة عن تاريخ وشيفرة حزب الله !

كان شهر حزيران في العام ١٩٨٢ مفصلاً حقباتيّاً في الساحة اللّبنانيّة والإقليميّة، ففي هذا التّاريخ دخل الحرس الثوري بأمر الخميني إلى لبنان، بعد أن قرّر إنفاذ مخطّط عالمي كانت قد أعدّته المخابرات الإيرانيّة، حيث حُصرت أداة تطبيقه بالواجهة الشيعيّة …

أصول حزب الله الأولى هي أصول “حزب الدعوة”، اي الإخوان المسلمين. حيث أنّ أوّل أمين عام وقع عليه الإختيار من قبل المخابرات الإيرانيّة، والنّظام الخميني، وقتذاك، هو “صبحي الطفيلي”، وجنحوا إلى تأسيس ذراعٍ لهم في لبنان سمّوها “حزب الله”، بشعارات تهدف لخدمة الإسلام السياسي وتسييد إيران على الإقليم شيئاً فشيئاً، فمن وقتها وبعد التأسيس، عمدت إلى تجنيد العدد الأكبر من البلدان العربيّة عبر تدريبهم في لبنان على يد “حزب الله”، الّذي شيطن المساعدات العربيّة للدّولة اللبنانيّة في حينها وكانت أعماله أجندة عقائديّة عسكريّة فقط، تدريبيّة ونشر الآيديولوجيّة الخمينيّة …

مُذ تأسيسه، جنح حزب الله إلى إستجلاب تمويله من إيران، ومن خلال عمليّات السّطو على المصارف وحوانيت الذّهب في لبنان وخارجه، متبوعاً بشبكات تجارات المخدّرات والسّلاح، ولم تُستثنَ من دوائر الإستهداف الدّول العربيّة، أمثال الكويت والمملكة العربيّة السعوديّة والإمارات العربيّة المتّحدة، وفي غضون العام ١٩٨٥، حاولت إيران إغتيال أمير الكويت الرّاحل “جابر الأحمد الصّباح”، عبر “جمال جعفر آل إبراهيم”، الشهير بِـ “أبو مهدي المهندس”، و ” مصطفى بدر الدّين” وأشخاص آخرين، وتمّ تهريبهم بعدها آخذين عدداً هائلاً من المجوهرات الموجودة في محال الكويت، إلى إيران …

تمّ إختيار “حسن أبو طعام” الّذي تغيّرت كنيته، بين الناس وفي سجلّات الدولة، بفعل الأمر المخابراتي، إلى “حسن نصر الله” لأنّه دمث التّعامل وسهل الرضوخ لأمر الإيرانيّين، فأتى بعد “صبحي الطفيلي” الّتي قامت تفجيرات السفارة الأميركية ومنبيَي القوات الأميركية والفرنسية قُبيل الإعلان عن الحزب، إضافةً إلى الحرب الشيعيّة-الشيعيّة، إبان تولّيه منصب أمين عام الميليشيا، ليخلفه “عباس الموسوي” رجل التّسويات ومن ثمّ “نصر الله” رجل حكم السياسة الإيرانيّة على مفاصل الدّولة والقرارات في لبنان …

دخل حزب الله المجلس النّيابي في لبنان عقب إستلام “نصر الله” مهمّة الأجندة الإيرانيّة، وليوطّد الثقة العربيّة لديه، قام بتفجير السفارة الإسرائيلية في “بوينس آيرس”، ليُقتل بها تسعةٌ وعشرون أرجنتينيّاً، وأربعةُ إسرائيليّين، إثنان منهم نسوة، بعد شهر من تنصيبه أميناً عاماً للميليشيا، في عام ١٩٩٢، ثمّ وجّه إتّهامات التّخوين للرّئيس “رفيق الحريري” موصّفاً إيّاه بالعميل ليعود ويتحالف معه عام ١٩٩٦ إرضاءً للمملكة السعودية بعد ضلوعه بتفجير الخُبر من ذات العام، وذلك بإختلاقه عذراً يُفضي بوجود عميل يحول بين الحزب وبين الرّئيس الحريري ومهمّته إيهام الأخير بأنّ حزب الله ينوي إغتياله، وعاد وحصل هذا الأمر عام ٢٠٠٥ …

في أولى فترة عمل الحزب النيابي، جهد بمنع الإعتمادات المصروفة للمناطق والقاضية بإنشاء المؤسسات وترميم الموجودة وتطوريها، والسّير بمعاملات الفرز والضّم وتحديث المدارس الرّسميّة وإقوائها، ولم يسلم القطاع الطّبّي من ذلك، حيث ذهبت هذه الأموال إليه وبنى فيها مؤسّساته الخاصة، من مدارس ومستشفيات وشرطات تسليف، وكان أبرز شواهدها قضيّة حوزة “عين بورضاي” التي حصلت في شهر شباط عام ١٩٩٨، المنفّذة بأمر حزب الله وعناصره على مرأى قائد الجيش السابق “إميل لحّود”، والّتي راح ضحيّتها نائبٌ سابق وضابطٌ في الجيش اللبناني، ومُنع القضاء من فتحها والتحقيق فيها، ووُضعت أدراج المجلس العدلي حتّى اليوم …

بعد لقاء البريستول عام ٢٠٠٤، وتعالي زخم “قرنة شهوان” بوجه الإحتلال السوري للبنان، إنخرط حزب الله عام ٢٠٠٥ في العمل الوزاري، بعد إغتياله للرّئيس الحريري -التي أثبتت المحكمة الدوليّة في شهر آب من العام الجاري تورّط أحد عناصره التابعين لوحدة ال “١٢١” أو وحدة العمليّات الخاصّة في عمليّة الإغتيال وهو “سليم عياش” والّتي وطّدتها تصريحات “نصر الله” عام ٢٠١٠ حين أعرب عن إمتلاكه لطائرات مسيّرة تجوب لبنان، وهو الأمر الّذي إستعاض به في المونتيفيردي حين عرض صوراً قال أنّها ناجمة عن تصويرات لمسيّرات إسرائيلية- تلاها عمليّات أخرى طالت مفكّرين ومعارضين، فأسفر عنها قيام “ثورة الأرز” في وجهه، ممّا إضطره لزجّ لبنان في أتون حربٍ على لبنان، بعد أن وقّع تفاهم “مار مخايل” مع “ميشال عون” -أحد أعمدة الثورة في وقتها- وأمّن غطاءه المسيحي وأضعف الثّورة، كي يستعيد ثقة الدّول العربيّة وشعوبها مع الشعب اللبناني …

جرى إتّفاق الدّوحة في الواحد والعشرين من عام ٢٠٠٨، إثر أحداث إجتياح بيروت التي حصلت في السابع من أيار من نفس العام، بحجّة شبكة إتصالاته السلكية، إنّما السبب الرئيسي هو الإصرار على تطبيق القرارات الدّولية القاضية بنزع سلاحه، لما أصاب به اللّبنانيّين، وحوّل سيطرة حزب الله على القرار التّام في لبنان، ليجرّه بعدها للحرب السّوريّة، مقوّضاً علاقات البلد الدبلوماسيّة مكيلاً الشتائم للدّول العربيّة، معلناً عداءه لها رغم مساعداتها له وتغاضيها عن تصرّفاته هو والفصائل الفلسطينيّة المؤتمرة والمدرّبة إيرانيّاً إزاءها …

أوقف حزب الله الدّستور والطائف اللّذين لم يطبّقهما، وعطّل لبنان لمدّة سنتين ونصف، وهي ليست للبُرهة الأولى، بل له اليد الطّولى في ذلك، كرمى لإيصال حليفه “ميشال عون” لسدّة الرّئاسة، تأكيداً على مفاعيل “مار مخايل”، الّذي بات على مشارف الإجهاض في الآونة الأخيرة، محاولين إيصال “سعد الحريري” إلى رئاسة الحكومة من جديد، دون أي دعم أو مواثيق دوليّة، ممّا سيودي بلبنان إلى الدّرك الأسفل من الحضيض السياسي والإقتصادي، وهو يعيش أوج العزلة الدّوليّة …

لم يكن سلاح حزب الله سوى مادّة تسييديّة لإيران، وسبيل لمراكمة الثروات، فالشركات الخاصة التي تلتزم مشاريع الدولة، إمّا تعود لأحد متنفّذيه وإمّا شريكٌ بها، هذا عدا الكمّ الهائل من الفساد الّذي يعتريه وتخزينه للأسلحة ونيترات الأمونيوم ومواد صناعة وقود الصواريخ بين المدنيّين، وحادثة مرفأ بيروت هي خير دليل، فلا قيام لدولة تقود سياساتها مافيا عالميّة مثل حزب الله، وتتّخذ من السياسيّين فيها أحجار شطرنج لإنقضاء لعبته …

الحل هو بتطبيق القرارات الدّوليّة والدستور والطائف قبل أي حديثٍ عن التقسيم، ولأنّ حزب الله لا يستسلم، ونواة إيران والنظام الإخواني في المنطقة، فليكن فصلاً سابعاً مع سيف العقوبات …