الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نهاد المشنوق... حين يحاول الأموات إحياء أنفسهم من جديد!

بعد ان غطّ في سبات عميق منذ صدور نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، استيقظ وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق من جديد، محاولاً التسلق على ظهر الثورة والثوار، طارحاً نفسه “الثائر” الاول والمدافع عن حقوق اللبنانيين، محاولاً طمس تاريخه الطويل لخيانته اهل بيروت والسنّة في لبنان، كاتباً سلسلة تغريدات على “توتير” للفت نظر الجميع بأنه لا يزال على قيد الحياة وحاضر في سياسة لبنان.

اعتبر المشنوق في بيان انه “موجع كان المشهد في وسط بيروت، حيث رأينا فقراء، يتقاتلون مع فقراء، غاضبون ومفلسون يتضاربون مع غاضبين ومفلسين مثلهم، فيما مسببو الأزمة النقدية والمالية والاقتصادية يكملون مسلسل تشكيل الحكومة، بأموال اللبنانيين، التي تنزف مع كل تأخير في التشكيل” وسأل: “ألم يلاحظ أحد من المسؤولين، وأولهم رئيس الجمهورية، أن الصورة انتقلت من الشارع إلى المستشفيات التي تعج بالجرحى، مواطنين وعناصر أمنية، وأن عددهم زاد عن 400 بحسب المصادر الطبية؟ ألم ينتبه الثوار إلى أن السؤال والجواب على أسئلتهم هو في بعبدا وليس في وسط بيروت؟

كما سبق ان كتب تغريدة اعتبر من خلالها ان” ما شهدته بيروت مؤخراًناجم عن تفاقم الوضع الإقتصادي وعجز الساسة عن تشكيل حكومة تنقذ البلاد من الخراب”، وفي حديث صحفي اعتبر ان” الوضع صار متردياً في لبنان بشكل مقلق، حتى أن أزمة الكهرباء دخلت عامها الحادي عشر، بينما كانت البلاد تقدم خدمات ممتازة في مرحلة إعادة الإعمار بعد سنة 1992″. وبأن “تعبير الناس عن مطالبهم بهذا القدر من الغضب أمر متوقع، في ظل تواصل الأزمة السياسية فيما يفترض أن حسّان دياب يفاوض أحزاباً متحالفة ومتفاهمة، لكن لا شيء غير الشلل المستمر”… من وصل الى كرسي وزارة الداخلية بعد ان باع اهل السنة وتحالف مع “حزب الله” واخذ رضا وفيق صفا يستنكر الحال الذي وصل اليه البلد، ومن كان عرّاب التسوية بين الرئيس سعد الحريري وجبران باسيل يحاول ان يظهر نفسه الحمل الوديع الذي لم تتلطخ يده بفساد السلطة السياسية التي نهبت البلد وجيوب اللبنانيين.

لم ينس اهل السنّة كيف باع المشنوق قضية الشهيد وسام الحسن من اجل كرسي وزارة الداخلية، وطمس نتائج التحقيق بعملية اغتياله، ولم ينسوا فضيحة زيارته الى سوريا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث اعلن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب عن لقاء المشنوق باللواء محمد ناصيف ومطالبته بـ ٥ ملايين دولار من ايران شهرياً ليحكم السنة في لبنان واستمرار زيارته لسوريا لاسيما لمكتب علي المملوك. وكيف انه مخبر صغير لدى النظام المخابراتي السوري كان يرسل لهم المعلومات عن تحركات وعمل المعارضة السورية على الأراضي اللبنانية.

وكيف لاهل بيروت ان ينسوا كلام المشنوق عن شبابهم بانهم غير كفوئين ولا يملكون الخبرة الكافية لوسائل الدخول إلى الإدارة العامة، وبأن عليهم ان يخضعوا لفترة تدريب دراسية تؤهّلهم للدخول إلى الإدارة، وكيف القى القبض على ناشطي الحراك المدني لاسكات صوتهم عن مطالبهم.

ولم ينس اهل السنّة كيف تم تعذيب ابنائهم ومشايخهم في سجن رومية الذي حوّله المشنوق الى معتقل غوانتانمو، وبأن تسريبات مقاطع الفيديو لعمليات التعذيب وما ظهر فيها من اجرام ممنهج بامر منه ليس الا نقطة في بحر اجرامه الذي ارتكب بحق السجناء، وبأنه افتتح مبنى”الخصوصية الامنية” الذي خصّصه للإسلاميين لتعذيبهم والتنكيل بهم، ما دفع منظمات حقوقية الى رفع الصوت واستنكار ما ترتكبه يدي المشنوق، وكيف ردّ الجميل الى اهل الشمال بسجن مركزي، كما لم ينس اهل السنّة ان الخطة الامنية التي وضعها المشنوق لم تطال الا مناطقهم وبالتحديد الشمالية في حين بقيت الضاحية الجنوبية وباقي المناطق بعيدة عنها. ولم ينس اهل السنّة كيف تواطأ المشنوق مع “حزب الله” وبشار الاسد لابادة اهالي الطفيل، وكيف تمت محاصرتهم وهم مدنيون عزّل ولولا لطف الله وتنظيم خروجهم تحت غطاء الدولة لكانت مجزرة ارتكبت بحقهم.

يحاول المشنوق ان يطرح نفسه زعيما لاهل السنة، فكرسي الحكومة حلمه الذي لن يتحقق، بعد كل الاشواك التي زرعها في طريق مشواره السياسي، ومنها تزويره الانتخابات النيابية الاخيرة لصالح “حزب الله” حيث توقع ان تكون مكافأته الوصول الى السراي الحكومي من دون ان يعي ان الخونة لا يؤتمنون لذلك دار الحزب ظهره له عند انتهاء الانتخابات وهو الذي دفع له فواتير عدة منها غضه النظر عن “سرايا المقاومة” التي وصلت في عهده الى قمة مجدها في التمدد، كذلك حال “الحزب السوري القومي الاجتماعي” الذي احتل شارع الحمرا محولاً اياه الى احد شوارع سوريا، يقيم فيه العروض العسكرية من دون ان يتجرأ المشنوق حتى على استنكار المشهد المستفز.

يعلم اللبنانيون ان “ضمير السنّة” (كما يطلق المشنوق على نفسه) مات منذ ان باعهم وباع حقوقهم وخانهم بتحالفاته، والاموات لا يعودون الى الحياة، لذلك الاجدى بالمشنوق ان يكفّ عن محاولاته باحياء نفسه بالسياسة من جديد، فقد بات من ضمن “المتوفين” لدى الجميع!