الأحد 26 شوال 1445 ﻫ - 5 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نهاد المشنوق... صلاح الدين عصره!

من ميكونوس وصل نهاد المشنوق على حصان اسود، شاهراً سيفه، لاستعادة حقوق اهل السنّة، فكّر طويلاً كيف يفجّر غضبه، واذ به يصدم الجميع بتغريدة من “العيار الثقيل”،

كلها كذب وتدجيل، هدف منها اللعب على الوتر المذهبي علّه يخفف من خلالها كره اهل السنّة له.

من يقرأ تغريدة المشنوق يتخيل انه صلاح الدين الايوبي عصره، من على جواده نادى اهل بيروت قائلا” “يا أهل بيروت، آن الأوان لندافع عن مدينتنا أمام جحافل الحاقدين على عاصمتنا الحبيبة، الحاقدين على الشهيد رفيق الحريري، وتحالف الحاقدين على السيدة عائشة حقداً عمره 1400 عاما، ولم ينتهِ”…

تناسى المشنوق انه من هو من خان الرئيس الشهيد رفيق الحريري بعدما تحالف مع قتلته، لا بل يتناسى المشنوق انه كان ولا يزال “صبي” حزب الله، الذي باع قضية الشهيد وسام الحسن من اجل كرسي وزارة الداخلية،

وتناسى فضيحة زيارته الى سوريا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حين اعلن رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب عن لقاء المشنوق باللواء محمد ناصيف ومطالبته بـ ٥ ملايين دولار من ايران شهرياً ليحكم السنة في لبنان واستمرار زيارته لسوريا لاسيما لمكتب علي المملوك

اما محاولة المشنوق ذكر المقدسات والخلاف بين المسلمين منذ مئات السنين فلانها صادرة عنه فهي بالتأكيد لعبة خبيثة لن توصله الى مكان.

تناسى نهاد المشنوق كذلك انه لا ينفك يعمل من اجل نيل رضا الرئيس نبيه بري من تحت الطاولة ومن فوقها، ليصوب اليوم لغاية في نفسه على “تحالف الموتوسيكلات الذي تذكّر فجأةً أنّه فقير وجائع، بتعليمات مباشرة من قيادته، وبجدول أعمال تدميري محدّد وله أهداف لا علاقة لها بالثورة لا من قريب و لا من بعيد”…

ما قاله المشنوق صحيح، الا انه صدر من الشخص الخطأ، فهو حليف بري وزعرانه، وما تصويبه اليوم الا محاولة لتضليل الناس عن حقيقته، والجميع يعلم انه لا يمكنه رفع سقف هجومه الا بموافقة من يهاجمهم في لعبة مشتركة تهدف لاعادة حجز مقعد له في لعبة سلطوية مكشوفة.

المضحك ما قاله المشنوق انه” حين نزل أهالي بيروت إلى ساحة الشهداء ليثوروا، ضربهم هؤلاء الحاقدون وأهانوا الفتيات والأمّهات، وشتموا المقدّسات. هؤلاء ليسوا ثوّاراً بل مخرّبين وحاقدين.

الثورة الحقيقية أمّ، وطفلٌ على كتفِ والده، وجدّاتٌ قويّات وأجدادٌ غاضبون، يهتفون من أجل التغيير.لا تأتي الثورة بسواعد من ضربوا الثوّار، ومن أهانوا الشابات والشبّان، ومن شتموا وخرّبوا”…

وكأنه لم يكن يتربع على كرسي وزارة الداخلية حين اعطى الامر للعناصر الامنية بقمع الحراك سنة 2015، حيث ضرب وشتم وعّذب المحتجون، تاركاً زعران “حركة امل” يمارسون ذات اعمال الشغب التي مارسوها في الامس من دون ان يجرؤ على توقيف احد منهم. لا بل كأنه لم يعذّب اهل السنّة في السجون، ولم يحول سجن رومية الى غوانتانامو لبنان.

تحدث المشنوق عن الثورة وكأنه احد قادتها وليس ممن نبذهم المواطنون حتى قبل انطلاقها، فنتائج الانتخابات النيابية واضحة بانه لُفظ من قبل بيئته منذ سنوات، حيث ختم تغريدته قائلاً “هؤلاء يريدون إحراق الثورة وإحراق بيروت.

لكنّ بيروت لن تسكت على إحراقها بالحقد والنار والشتائم، أمام خطة أمنية غير قادرة على حماية وسط المدينة، بدليل ما حصل بالأمس.

بيروت لها رجالها ولها كلمتها ومن يعِش سيرى ويسمع”…

وكأن المشنوق استطاع حماية بيروت واهلها حين كان وزير الداخلية، وكأنه لم يبعها من اجل الحصول على منصب اكبر… نعم بيروت لها رجالها وليس عملائها… نعم بيروت ستنتصر بالمخلصين وليس الفاسدين والمطأطئين رؤوسهم من اجل الوصول الى السرايا الحكومية وغيرها.