الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل تخترق فرنسا الجمود الرئاسي عبر قنواتها مع إيران؟

بعد اجتماع باريس تتجه الأنظار الى الدور الإيراني الحاضر الأبرز في ملف رئاسة الجمهورية، حيث ان الدول التي اجتمعت في فرنسا تدرك تماماً أسباب التعطيل.

وتؤكد مصادر دبلوماسية أوروبية ل”صوت بيروت انترناشونال” أنه على الرغم من الخلافات الأوروبية والفرنسية تحديداً مع إيران، فإن الاتصالات الديبلوماسية بين باريس وطهران لن تتوقف وهي تطال الملف اللبناني فضلاً عن ملف إيران والاحتجاجات والقمع لها وحقوق الانسان فيها والرهائن الفرنسيين في طهران. مع أن هناك نظرتان داخل الإدارة الفرنسية حيال التعاطي مع ايران.

الأولى تقول بالضغط على إيران ووقف الاتصالات الديبلوماسية وفرض مزيد من العقوبات على قادتها وقادة الحرس الثوري فيها لتدرك مدى الانزعاج الدولي من سلوكها ومن أجل أن تلبي المتطلبات الدولية منها. والثانية: تقول بضرورة استمرار التواصل معها عبر القنوات الديبلوماسية لدفعها الى التعامل ايجابياً مع ما هو مطلوب دولياً.

والسؤال الذي يفرض نفسه، هل ستستمر فرنسا ومعها الغرب في الضغط على إيران دون الوصول الى تسويات؟ وهل فعلاً ستتم مساعدة اللبنانيين للتحرر من سيطرة الميليشيات، وكذلك في العراق واليمن؟ وهل يمضي الغرب في ما يقوم به من ترويض جدي لإيران لإعادتها الى حجمها داخل حدودها. الغرب أعطى ايران فترة سماح امتدت لسنوات، لكنها استفادت منها لاستباحة الحدود. ربما الغرب كان يريد ان المساومة مع ايران توصلا الى الهدف الاساسي وهو منعها من الحيازة على القنبلة الذرية. وهذا لم يؤدِ الى نتيجة حتى الآن.

وبالتالي، ربما اعتقدت ايران ان الغرب لم يعد قادراً على تغيير طريقة تعامله معها. لكن ما رشح من مباحثات خلال الاجتماعات الاخيرة لوزراء الخارجية في الاتحاد الاوروبي، ان هناك رغبة اوروبية في العمل لإعادة ترتيب دور ايران في المنطقة، وان المصالح الغربية هي مع دول مستقرة في المنطقة وليس مع دول استطاعت ايران السيطرة عليها عبر تأجيج الصراعات فيها وخلق طرق للتحالف بين الفساد والسلاح فيها، الى ان تمادت ايران في جعل الدول تستسلم لميليشياتها لديها. وباتت الدول الاوروبية تدرك تماماً انه لا بد من صياغة دور لإيران يكون داعماً لاستقرار المنطقة، وهذا الدور يحتاج الى عمل دؤوب للتوصل اليه في ظل المنحى الذي تسلكه.

وتفيد المصادر، ان الوضع الدولي والاوروبي مع ايران ليس بخير، وان هناك تعقيدات كبيرة على اكثر من مستوى يطال العلاقة مع ايران وملفات روسيا واوكرانيا وسوريا والعراق ليست سوى امثلة على ذلك. وبالتالي، لا يبدو ان خطوات ايجابية في ملف الرئاسة يمكن ان تتحقق في المدى المنظور، الا في حالة واحدة، هي تمكن فرنسا من احداث اختراق في مباحثاتها عبر القنوات المتعددة مع ايران وتجاوب الاخيرة معها.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال