الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل جاء موعد تدخّل الخارج في الملف الرئاسي؟

حملت الجولات التي قام بها وفد السفراء المنبثق عن اجتماع باريس الى القيادات والمرجعيات اللبنانية كلاماً واضحاً حول ان الدول المعنية بالوفد وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر يطالبون بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت، وان الدول المعنية لن تقف مكتوفة الايدي ازاء استمرار الفراغ في سدة الرئاسة الاولى وما يستتبعه من انعكاسات سلبية على اوضاع الناس والمؤسسات في البلاد وعلى الاقتصاد وعلى مستقبل لبنان.

ولم تجزم مصادر ديبلوماسية غربية ما اذا سيتم فرض عقوبات اميركية وفرنسية على ما يسمونه معرقلي اجراء الانتخابات الرئاسية. لكن المصادر تؤكد، ان الدول الخمس تدرك جيداً من هي الجهة المعرقلة، وتضع السبب على إيران التي لا يبدو انها جاهزة بعد للتداول مباشرة مع الدول في ملف الرئاسة. وهذه الدول ستنتظر المساعي القطرية مع إيران على هذا الخط. لذلك ليس واضحاً بعد ما اذا الدور الذي سيؤديه الخارج في الملف وصل الى توقيته المناسب حالياً أم لا.

وتكشف المصادر ان التحرك الخماسي سيتوّج بتحرك اميركي حيال لبنان خلال اسابيع قليلة. كما أن هناك تساؤلات حول ما اذا الشروط السعودية أصبحت قابلة للتنفيذ أم لا. وهذه الشروط يختصرها مطلب عدم الرضا على أي رئيس يدور في فلك “حزب الله”.

ورجحت المصادر ان تكون الرياض تهتم بالملف من بعيد. على ان المصادر تسجل اصراراً فرنسياً على ادراج الاهتمام السعودي الواسع في أية عملية في لبنان، وعدم قبول باريس باهتمام سعودي من بعيد. ليس فقط من اجل التوصل الى تفاهم حول الرئيس بل من أجل مرحلة ما بعد الانتخاب التي تتطلب تمويلاً خليجياً للبنان وفي مقدمها التمويل السعودي الذي لا بد منه في البرنامج الانقاذي المرتقب.

على خط إيران، ما يحصل من احتجاجات في الداخل الايراني تستفيد منه واشنطن كعنصر قوة في التفاوض، لا بل ورقة بيدها. وان كان ذلك لم يؤثر على موقف “حزب الله” الرئاسي. موقف إيران لم يضعف، بل ان الضغط الدولي عليها ازداد فقط. وتشير المصادر الى انه اذا قدمت ايران تنازلات في التفاوض مع الدول الكبرى حول الملف النووي فإن لذلك دلالة على بداية ضعف داخلي. اما اذا استمرت في المراوغة فإن ذلك يعني انها تنتظر اكتمال عناصر القنبلة النووية لديها، لفرض شروط على عودتها الى التفاوض.

في هذا الوقت المستقطع تقول إيران أن الشأن الرئاسي داخلي. هذا يعني بحسب المصادر أنها تترك في هذه المرحلة ل”حزب الله” هامشاً للتحرك في الموضوع. الى ان يحين وقت التفاوض.

“حزب الله” حالياً يُصعِّد ضد حركة الدول الخمس، ويمنّن اللبنانيين بأنه لولا مقاومته لكان لبنان غائب عن الوجود. في وقت بات اليأس يسيطر على اللبنانيين نتيجة الوضع الذي وصلوا اليه من انهيار تام للوضع المالي والاقتصادي ويعتبرون أنه كلما طال أمد الشغور الرئاسي بفضل المعرقلين كلما طالت المدة التي سيستغرقها الحل، لا بل أنهم يعتبرون أن التماهي بين الفساد والسلاح هو الذي يكاد يمحو لبنان، بلد الحضارات والثقافات والديمقراطية والشرائع عن الوجود.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال