الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

هل يكون الخط ٢٩ خطاً تفاوضياً لترسيم الحدود؟

تخترق زيارة مستشار وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين المشهد اللبناني المتأزم، و تشكل مهمته أحد أهم الأولويات لدى الإدارة الأميركية بالنسبة الى لبنان. إنها مسألة إستئناف الوساطة بين لبنان و إسرائيل لترسيم الحدود البحرية من أجل المباشرة بالتنقيب عن النفط و استثماره. و كان التفاوض قد توقف منذ شهر أيار الماضي.

و توفد الإدارة هوكشتاين نظراً لخبرته في هذا المجال سابقاً، ولكونه يحظى بثقة تامة من الرئيس جو بايدن، حيث يمكنه ليس فقط المتابعة، إنما اتخاذ القرارات حول الخيارات التي ستعتمدها واشنطن في التعامل مع موضوع الترسيم.

كما يبحث هوكشتاين إمداد لبنان بالغاز المصري والكهرباء الأردنية، وما تقوم به إدارته لتسهيل هذا الموضوع عبر آلية استثناءات من “قانون قيصر” للعقوبات على سوريا، حيث أن هذه الطاقة ستمر عبر أراضيها.

و يؤكد مصدر وزاري لـ”صوت بيروت انترناشونال”، أن لبنان وضع تصوره لطريقة التعامل مع حقوقه البحرية بحيث أنه سيطلب من إحدى الشركات الأجنبية تقديم رأي علمي، حول هذه الحقوق و حول ما إذا يجب أن يعتمد النقطة ٢٩ أو غيرها من النقاط. والنقطة ٢٩ حددها الجيش اللبناني هي محور تعديل المرسوم ٦٤٣٣ الذي لم يوقعه رئيس الجمهورية. وكان المرسوم الأساسي وُقّع في ٢٠١٢ على أساس النقطة ٢٣. واستناداً للرأي العلمي الذي ستبديه الشركة سيتخذ لبنان قراره. و سيقوم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالطلب إلى الشركة مباشرة إبداء رأيها، لذلك يتريث رئيس الجمهورية في توقيع تعديل المرسوم، بكيث أنه قد يكون الخط ٢٩ هو خط تفاوض و ليس خط الترسيم الفعلي المتوقع.

و تؤكد مصادر ديبلوماسية أن هوكشتاين يهدف في زيارته إلى معرفة مدى الجدية اللبنانية في العودة الى التفاوض، وتصور لبنان لحقوقه البحرية وحدوده، وما نقاط الحدود التي سيعرضها على طاولة التفاوض. هو ينتظر ما سيسمعه في بيروت، والمسؤولون اللبنانيون ينتظرون مقاربته الجديدة لهذا الملف. حيث أنه سيشدد على أهمية إسراع لبنان في الإستفادة من ثروته البحرية لا سيما و أنه يمر بأزمة تاريخية، ومن خلال استثماره للطاقة الموجودة في البحر يمكنه إنقاذ إقتصاده. كما أن الشركات الأميركية مهتمة بالتنقيب و الإستثمار في ثروة لبنان البحرية.

وفي إطار مقاربته الجديدة، فإنه لن تحصل مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل في الناقورة، بل أن هوكشتاين سيعتمد التحرك الديبلوماسي المكوكي بين البلدين ناقلاً الرسائل بين لبنان و إسرائيل. وبناءً على هذا التحرك سيضع أسساً جديدة للتفاوض تتم بلورتها في ضوء الأفكار المعروضة بين الطرفين. ويساهم الإحتكام الى الشركة في توضيح الموقف اللبناني وتوحيده. لأن لبنان ليس في وارد التخلي عن أي شبر من حقوقه المائية. وتشير المصادر الى أن واشنطن لمست من لبنان قبيل الزيارة، انفتاحاً على البحث بأنه مقترحات لاحقة تتيح له استخراج ثروته. وان لبنان يرحب باستئناف الوساطة الأميركية، وهو تبلغ أن مهمة هوكشتاين الحالية لن تطلق التفاوض غير المباشر في الناقورة.

و ينتظر لبنان أيضاً فحوى مباحثات هوكشتاين لاتخاذ قرار حول شكل الوفد اللبناني الى التفاوض في المرحلة المقبلة، وما يمكن أن يتوصل إليه لبنان من نتائج تشكل بمثابة تعليمات محددة لوفده. و يذكر أن رئيس الوفد العميد بسام ياسين انتهت ولايته، وحيث لا يتم التجديد للعسكريين. والسؤال، هل سيخلفه عسكري آخر، أم أنه يبقى رئيساً للوفد بصفته المدنية. وهل يُضاف الى الوفد خبراء عسكريين آخرين. صحيح أن التفاوض تقني لكن سيظلله الخيار السياسي الذي ستتخذه الدولة مجتمعة والحكومة، و حيث أن ما بعد زيارة هوكشتاين ستجري اتصالات داخلية لتنسيق الموقف اللبناني.