تتجه الأنظار إلى ما سيحمله الوسيط الأميركي بين لبنان وإسرائيل في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين، حول موقف إسرائيل من الثوابت اللبنانية بالنسبة الى الحدود والإستثمار. وهو يعود الآن بعدما انتظره لبنان ثلاثة أسابيع، حيث كانت مقررة عودته في منتصف آب الماضي.
وتقول مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ”صوت بيروت انترناشونال”، ان موقف الرئيس الأميركي جو بايدن الأخير والإتصالات التي قام بها مع إسرائيل دفعت بالملف الى تقدم جدي، حيث احتضن بايدن عملية التفاوض مباشرة لكي لا يحصل أي تأخير لها، وفصلها عن مصير التفاوض الأميركي-الإيراني حول الملف النووي.
وكشفت المصادر، ان هوكشتاين أجرى مقارنة بين الموقفين اللبناني والإسرائيلي، حيث حدد نقاط الخلاف ونقاط التوافق، وسط توقع حصول اختراقات جديدة في مجال التقدم، من شأنها أن تردم فجوات كبيرة بين الموقفين. وإذا سارت الأمور كما هو متوقع سيصار الى استكمال التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل في الناقورة لبحث تفاصيل تقنية بحيث لا تتعدى ذلك، ولا يمكن تسميتها بالتفاوض السياسي.
وأفادت المصادر، بأن التدخل الأميركي الذي حرَّك التفاوض يأخذ التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، ولا سيما ما قالته اسرائيل حول ان غياب الترسيم سيؤدي الى حرب. اذ لا تريد الإدارة الأميركية ”خربطة” الإستقرار القائم في الجنوب والمعادلات المرتبطة به. لذلك فإنها تشدد على مناخ التهدئة والإستقرار، بالتزامن مع أدوار لشركائها الأوروبيين لانتزاع ضمانات من الأفرقاء كافة بما فيهم “حزب الله” بعدم اللجوء الى الأعمال العسكرية.
فضلاً عن ذلك، فإن واشنطن مهتمة في الإسراع في إيجاد الحل، وهي على تواصل مع شركة “توتال”، وفي الوقت نفسه تبدو الشركات الأميركية مهتمة بترسيم الحدود للتمكن من الإستثمار في التنقيب والإستخراج.
لبنان الآن يريد أن يتأكد من هوكشتاين أن اسرائيل وافقت نهائياً على أن يكون حقل “قانا” للبنان مقابل حقل “كاريش” لها والتأكد من موافقتها على امتداد الحدود البحرية اللبنانية حتى الخط 23 من دون التخلي عن أي شبر من البلوكات البحرية بما فيها البلوك 8، أي أنه متمسك بكل البلوكات التي هي ضمن حقوق لبنان.
كذلك لبنان ينتظر ان تسحب من التداول مسألة الحقول المشتركة او الشركات التي تعمل في حقول البلدين أو صندوق العائدات المشترك. ثم التأكد من معادلة “العمل في كل الحقول اللبنانية مقابل العمل في كل الحقول الإسرائيلية”. فضلاً عن الضمانات الفرنسية لشركة توتال التوجه مباشرة الى العمل ضمن الحدود اللبنانية. مقابل ضمانات بعدم اللجوء الى الحرب او الى إخضاعها لأية عقوبات أميركية.