الثلاثاء 6 ذو القعدة 1445 ﻫ - 14 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

واشنطن تفصل بين تفاوض النووي واستهداف إيران في سوريا

تستمر الضربات الإسرائيلية القاسية لأهداف إيرانية داخل سوريا، وكذلك لأهداف تابعة لسلاح “حزب الله” هناك، على الرغم من استمرار التفاوض الأميركي الإيراني حول الملف النووي. وعلى الرغم أيضاً من تركيز الإدارة الأميركية، على وجوب العودة الى الإتفاق قبل الإنتخابات النصفية في الكونغرس في الثامن من تشرين الثاني المقبل. فماذا يعني ذلك ضرب إيران في سوريا في هذا التوقيت؟

يقول مصدر ديبلوماسي مطلع ل”صوت بيروت انترناشيونال” أن أمن إسرائيل يعتبر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الأميركي، لذلك تسمح الإدارة لإسرائيل بحماية أمنها في المكان والزمان اللذين تراهما مناسبين. من هنا فإن السياسة الأميركية تجاه إيران والمنطقة تحتسبها الإدارة “على القطعة”. فهي تفاوض في مكان وتضرب الجهة ذاتها عند اللزوم في مكان آخر، في إشارة الى الفصل التام بين التفاوض من جهة والإستهداف العسكري من جهة ثانية.

ويشير المصدر إلى أن هدف التفاوض بالنسبة الى الأميركيين هو منع إيران من امتلاك القنبلة النووية حالياً، وتأخيرها لمدة سنتين عن امتلاكها لها. فالإتفاق النووي مرتبط بالإنتخابات الأميركية، وهناك في هذا التوقيت كثافة زيارات إسرائيلية الى واشنطن من مسؤول الأمن القومي الى وزير الدفاع، الى رئيس الموساد، وغيرهم ممن سيحضرون لاحقاً إليها، ما يعني أن استعدادات ما يتم الإعداد لها قبل التوصل الى التوقيع على الإتفاق النووي.

قد تكون الإدارة تتلافى المماطلة في التوصل الى الإتفاق وتريده بأقصى سرعة لكي تضمن التوصل إليه قبل أن يصبح الجمهوريون أكثرية في الكونغرس بعد شهرين ، لا سيما وأن الإدارة حالياً لا يمكنها أن تضمن أن الإدارات المتعاقبة ستستمر في الإتفاق النووي المرتقب. لكن إذا مُرر الإتفاق تكون الإدارة قد حققت إنجازاً. الآن إيران تريد ان تتم لفلفة التحقيق بالتخصيب الذي ستقوم به الوكالة الدولية للذرة. إنما في هذا الوقت من التفاوض، فإن واشنطن مستمرة في فرض قصاص على إيران عن أعمالها المُخلة بأمن المنطقة، لا سيما أمن إسرائيل.

ويتساءل المصدر، كيف سينعكس ذلك على ملف الرئاسة اللبناني، وعلى الوضع السوري، وعلى الوضع في العراق. تدل الضربات ضد إيران في سوريا على المسار الإيراني وقرب انحسار موجة التوسع الإيراني في العالم العربي والعودة إلى واقعية ما متصلة بالنفوذ. سوريا بالنسبة الى الأميركيين تقع خارج الإتفاق النووي الذي يجري التفاوض حوله، ما يعني بحسب المصدر، أن سوريا هي الثمن لموافقة واشنطن والرياض على الإتفاق النووي وليست جائزة ترضية لإيران مقابل الإتفاق. فهل سينسحب ذلك على ملف لبنان، الصورة غير واضحة، وتوضيحها يتطلب مراقبة التعامل الأميركي مع ملف الرئاسة.