الأثنين 5 ذو القعدة 1445 ﻫ - 13 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

واشنطن ستفاوض إيران على "القطعة" و لا ملف يضمن الملف الآخر

تتجه الأنظار اللبنانية و الدولية الى التفاوض الأميركي-الإيراني الذي يتم التحضير له، و انعكاسات ذلك على مصير الوضع في لبنان و المنطقة. في هذه المرحلة كل من واشنطن و طهران تتفحص الطرف الآخر و تختبره في عملية شد حبال حول من سيتنازل أولاً.

إلا أن مصادر ديبلوماسية في واشنطن تؤكد لـ”صوت بيروت انترناشونال” وجود اتصالات بين الطرفين دائرة بعيداً عن الأضواء و عبر الوسطاء الأوروبيين و آخرين من دول المنطقة. و يواجه الرئيس بايدن ضغوطاً داخلية لا سيما من الكونغرس لكي لا يتنازل لإيران و لا لحلفائها في الشرق الأوسط. المطالب الأميركية من إيران واضحة و هي وقف إنجاز القنبلة النووية، و وقف صناعة الصواريخ البالستية، و وضع حدّ للتمدد الإيراني، و لطموحات إيران التوسعية.

الإدارة الأميركية اتخذت قرارها بالتفاوض مع إيران، و إيران كما تتوقع المصادر، لن تتمادى كثيراً في سلوكها المعادي في المنطقة هذه الفترة، و خلال مرحلة “التفحص” المتبادل مع واشنطن. لا بل انها في النهاية ستلتقط الفرصة، لا سيما و أنها تدرك أن هناك مقاومة أميركية داخلية للتفاوض معها، في مواجهة ما يخطط له الرئيس جو بايدن في هذا المجال. و سيتم إيجاد الإخراج الملائم للعودة الى التفاوض.

لكن كيف ستتفاوض واشنطن مع طهران و على أي أساس؟

تفيد المصادر الديبلوماسية، أن الإدارة الأميركية ستعتمد الفصل بين الملفات. إذ أن التفاوض حول النووي سيبدأ. و أثناء هذا التفاوض إذا حصل عدوان إيراني في المنطقة، ستقابل ذلك واشنطن بردّ عسكري عبر ضربة مباشرة. و ترى المصادر، أن التفاوض لوقف إنتاج إيران القنبلة النووية يبدو أفضل طريقة للَجْمها. على أن تتم مفاوضات أخرى تتناول المطالب الأخرى من إيران، على أن لا يستعمل أي ملف تفاوضي لوضع عقوبات في ملف آخر إذا حصل أي حدث. أي أنه لن يستعمل النووي لوضع عقوبات في ملفات أخرى لا البالستي و لا ما يتصل بالنفوذ في المنطقة. أي أن واشنطن ستتعامل مع إيران على “القطعة”، و كل ملف على حدة.

و تؤكد المصادر، أن التفاوض حول النووي، سيفتح المجال أمام التفاوض على كل الملفات من دون أن يضمن أي ملف الملف الآخر. الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان يريد ان ملفاً يضمن الآخر. و يدرك بايدن أن الملف النووي مهم و قائم بحد ذاته، و هناك مصلحة دولية بأن يمنع المجتمع الدولي إيران من امتلاك القنبلة النووية. و في الأصل الدول توصلت الى الاتفاق النووي مع إيران عندما شعرت أنها بدأت تقترب من امتلاك القنبلة. و عندما خرجت الولايات المتحدة من الإتفاق عملت إيران على استئناف تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية. و القلق الدولي الدائم هو من زيادة التخصيب بحيث قد لا تركع إيران و أي امتلاك لها للقنبلة، سيغير قواعد اللعبة في العالم. الصين دخلت إلى مجلس الأمن بعد امتلاكها القنبلة و عندما تدخل أية دولة الى نادي الدول النووية يمكنها فرض شروطها على العالم. و إسرائيل التي لا تعترف أن لديها النووي، فإن العالم يدرك قواعد القوة الدولية التي تنسب إليها.

و التفاوض بين واشنطن و طهران سيؤثر على لبنان بحسب المصادر. و من الخطأ الكبير أن ينتظر لبنان هذا الموضوع، إذ لا يزال هناك وقت للتفاوض، في حين ليس لدى لبنان الوقت، الأمر الذي يفرض ضرورة التفاهم الداخلي حول الحكومة و تشكيلها بسرعة. حتى لو حصل تفاهم أميركي مع إيران، فإن هناك خطرا على لبنان أن يكون جائزة ترضية.