الخميس 15 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

‏مراوغة حزب الله بمصطفى أديب والعلاج بالصدمة !!!

‏كان طرح إسم سفير لبنان في ألمانيا “مصطفى أديب” من أجل تكليفه لتشكيل حكومة في لبنان تِلو خطاب نصر الله صادماً على اللّبنانيّين، ليس لأنّه وليد علاقة فرنسيّة حزباللهيّة خارج إطار الإدارة الأميركيّة، بل لوقاحة الخيار وصلافة المختارين كرمى للإلتفاف على الشعب وتسليم السلاح …

‏”مصطفى أديب” الّذي هو يبعد عن الحياد في تجاذبات المحاور والبوصلة الممانعة كان نتاج صفقة بين حزب الله وفرنسا بوساطة أحد الأشخاص الّذين يدورون في فلك الرّئيس السابق “نجيب الميقاتي” ويقطنون في فرنسا، وبصورة أدقّ أحد أقربائه، حسبما ذكرت المصادر، وكان الإتفاق خارج سرب المفاوضات السارية بين إيران وحزب الله والإدارة الأميركية متحيّنين الظرف في صبّ معظم تركيزها في الإنتخابات الرّئاسية، وهذا ما خفي عن الأوساط العامة اللبنانيّة حتى بان وكأنّه تسوية أُبرمت بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران …

‏إثر ذكر نصر الله في خطابه الأخير العقد السياسي الجديد وموافقته عليه، وبعد ثناء “ميشال عون” على كلامه بإعلان لبنان دولة مدنيّة، نجح إيحاؤهم للشعب اللّبناني والأوساط السياسيّة أنّ ما حصل هو تسوية أميركية إيرانية بوساطة فرنسيّة، وكلّه من أجل تقويض عزائم المطالب بوصول السفير “نواف سلام” إلى سدّة الرئاسة إضافةً إلى الإمعان في تفريغ الخريطة السياسيّة الجديدة المطروحة على مسار لبنان السياسي، متغافلين ومتجانفين عن الأخطار الّتي ستُحدق بالبلد وبمواطنيه إن كان على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي وحتّى الديمغرافي …

‏وفي إشارة إلى أنّ تكليف “أديب” لا يشابه تكليف “الكاظمي” في العراق وهو مغاير تماماً له، فالأول هو تكرار لسيناريو حسان دياب وتكرير لصورة المشرب الممانع الّذي يتبع له، وهو ما ليس بمسموح من قبل الشعب والمجتمع الدولي والدول العربيّة، وهذا ما سيضع لبنان تحت طائلة العلاج بالصّدمة ولو إقتصر الأمر على التكليف دون تشكيل الحكومة، وهذا هو المتوقّع، لا تشكيل للحكومة وتعنّت إيراني حزباللهي يصدر عنها نتائج لن ترحم …

‏رصاصة الرّحمة على إيجابيّة المفاوضات تجسّدت بالمراوغة والمواربة السياسيّة بخطابات نصر الله، وبالتّجميل لوليد العلاقة بين فرنسا وحزب الله، وهذا ما ستظهر تجلّياته بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى “ديفيد شينكر” بعد غد إن بقي الإصرار على “مصطفى أديب” …