الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

13 سببا"! تنمر وانتحار! بقلم وصوت جنان مرهج.

تعرضت للتنمر في المدرسة وانا في الرابعة عشرة من عمري من قبل فتاة واحدة ظنت لجمالها وشعبيتها ان الفتيات الأقل جمالا لا يحق لهن ابداء الاعجاب باي شاب في المدرسة! لم تدمر س. غ. حياتي، لم تكبل حريتي، لم تمنع احلامي وطموحاتي. لكنها حتما تركت اثرا سلبيا وذكريات لا تمحى حتى اليوم، كنت nerd بنظاراتي السميكة ونتائج امتحاناتي المتفوقة وجهلي التام بخدع البنات للتجميل.

عرضت شبكة نتفليكس مسلسل تحت عنوان 13 reasons why! وقد نال موسمه الأول شعبية كبيرة وحل ابطاله ضيوفا على اشهر البرامج الحوارية الأميركية. المسلسل يعرض قصة فتاة في المدرسة تقدم على الانتحار تاركة خلفها تسجيلات صوتية تشرح فيها 13 سببا او شخصا خذلوها ودفعوها لفعلتها. تنمر، تخلي الأصدقاء، حقارة الشباب، تشويه سمعتها، جبن من تحب، تخاذل مستشار الطلبة وغيرها. الحلقة الأخيرة من الموسم، مربكة ومقلقة حيث تقدم “هانا” على الانتحار بكل دم بارد ملقية باللوم على 13 شخصا دون طلب جاد للمساعدة ودون السعي لحضن أمها وابيها، دون ادنى تفكير بهما، وكل ما تقوله عنهما خلال سير الحلقات انهما يريدانها ان تكون شخصا آخر…. مزيد من اللوم غير المبرر. لقد قررت الانتحار وبحثت عن أسباب “شماعة”! حبكة القصة المقتبسة من كتاب يحمل العنوان نفسه ل جاي آشر شدت المشاهدين وانا منهم حتى الدقيقة الأخيرة من الحلقة الأخيرة.

السبب الوحيد المنطقي للانتحار يكمن في الصحة العقلية ل”هانا بايكر”! حتما فكر المنتجون بكافة الاحتمالات، أولها خوفهم في ان يسهل المسلسل عملية الانتحار على المراهقين، ولذلك استحدثوا موقعا الكترونيا يحمل اسم المسلسل لتقديم النصح والمساعدة لمن يحتاجها.

مرحلة المدرسة الثانوية ومرحلة المراهقة سويا، من أصعب المراحل العمرية التي قد يكون لها الكلمة الفصل أحيانا في تحديد هويتنا المستقبلية. أحيانا نحن تماما عكس ما كنا.

تعرضي للتنمر في مراحل الدراسة لم يكن ذا أهمية بالنسبة الي لأني عشت في كنف عائلة ربتني بشكل سليم، علمتني قيمة الحياة والمحبة والحب والله! لم يعلم أحدا اني تعرضت للتنمر، كنت متفوقة في المدرسة وهذا ما كان يهم الإدارة والاهل.

لكن شابا من مدرستي كان يكبرني بأربعة أعوام، اقدم على الانتحار… نعم. كان وقع هذا الخبر كالصاعقة علينا كطلاب، لم اكن اعلم قبل ذلك اليوم بوجود الإدمان والمخدرات، ولم اكن اعلم ان ثلاثة ارباع طلاب مدرستي من الأغنياء والمال المتوفر في أيديهم يسمح لهم بشراء ما يريدون!

كوني اما، طرح المسلسل امامي جدلية قدرتي على حماية ابنائي من اذى الاخرين وجدلية كون طلاب آخرين يستمتعون بأذية غيرهم! لماذا يفعلون ما يفعلون! رغم التوعية بالتنمر ورفضه في مدارس اطفالي الا ان الإدارة لا تراقب والطلاب نادرا ما يشتكون! لا لوم على الاهل ان بحثوا في مدونات أطفالهم او هواتفهم او أصروا على معرفة اصدقائهم. للأطفال أساليب في حفظ السر! فعلتها قبل صغاري ظنا مني ان خوف امي كبت وان حرصها تخلف!