يبدو لك مظلماً كئيباً ، وقد كان من قبل شارعاً ينبض بالبهجة والفرح والإنفتاح على العالم ، في مدينة تمثل تلاقي ثقافات الشرق والغرب وحوار الحضارات والأديان
فالكلمة الأولى والأخيرة في لبنان الآن للميليشيات الإيرانية ، وإذا شمختم بأنوفكم أيها اللبنانييون تطلبون الخلاص من نكبتكم ستجدون السلاح غير الشرعي موجهاً نحوكم ، سلاح حزب الله الذي يدخل عبر حدود غير نظامية وهدفه حماية مصالح طهران غير المفيدة للبنان
وحين تستمع كعربي وبتعجب لوصلة كوميدية في السياسة العبثية بلبنان ، يقدمها أحد نواب ميلشيا حزب الله ضد سفيرة أميركا في بيروت ، فإنك سترى فيها كل أجزاء مونولوج السيادة ، والسلم الأهلي ، والتحريض على الفتنة ، وموشح إستقلالية القضاء ، كن أين الإعتراف الشهير احسن نصر الله حين قال : مصرياتنا وسلاحنا وصواريخنا من إيران
وإعتبار الملالي في إيران بأن الحزب المسلح بزعامة نصر الله هو مثال على الضم الإيراني للبنان ، وتبعية مصيره السياسي والإقتصادي لنظام الملالي ، وأكثر من ذلك يتدخل السفير الإيراني في لبنان بكل شاردة وواردة ، ويفرض على حكومة حسان دياب مايريد ، وترى سفارة طهران في لبنان تعطي دروساً في الوطنية ولبنان ذاته منكوب من قبل هذه الدولة المارقة لأنها دمرته بالسلاح الموجود بين يد العملاء
ومن ثم يقول بأنه سيصمد في مواجهة التصحر والتدمير وتغيير الهوية ، وهو يسهم في ترك الحبل على الغارب لجماعة حزب الله كي يدمروا ما تبقى من لبنان
وفي مواجهة ما يسميه البعض بالشمولية الشرقية يريدون دفاعا عن حرية الفكر والمعتقد ، لكن العهد العوني الآني نفسه يسجن ويعتقل كل من يخالفه الرأي ولو بمنشور أو تغريدة ، والمبادرة الفردية لإصلاح ما فسد في لبنان تأخرت ، البلد بحاجة لتدخل جماعي كي ينقذ البلد
وأمام تسخير القضاء وتطويعه ليصدر قرارت مسيسة علينا أن ننظر الى لبنان أنه بلد منكوب ، منكوب في كل شيء ، فالإستيلاء على القرار الوطني اللبناني المستقل بات سمة واضحة وفاضحة لكل من يستر خلفها ، وأيا كانت الصعاب لن يستسلم اللبناني لأنه الآن جائع ومستقبله ضائع .