أعلن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب، اليوم الاثنين، العثور على أدلة تشير إلى الاستخدام الطبي للأعشاب قبل حوالي 15 ألف سنة في مغارة الحمام ببلدة تافوغالت في شرق البلاد.
وذكر المعهد في بيان أن فريقا مغربيا يضم باحثين دوليين عثر على بقايا نبتة (إيفيدرا) أو “العلندي” قرب المغارة التي كانت مخصصة لدفن الموتى حسب طقوس جنائزية معينة عرفت بها المجموعات البشرية للعصر الحجري القديم الأعلى.
وأضاف البيان أن وجود هذه النبتة المتمثل في ثمارها المتفحمة يعتبر “أقدم دليل على الاستعمال الطبي للأعشاب”، مشيرا إلى خصائصها العلاجية المعروفة في مكافحة نزلات البرد ووقف النزيف وتخفيف الآلام.
ويقول المعهد إن مغارة الحمام في تافوغالت عرفت قبل سنوات اكتشاف أقدم عملية جراحية في هذه البقعة من العالم ما زالت آثارها بادية على جمجمة بشرية، والتي أظهرت الدراسات العلمية التئام جرح صاحبها وهو ما يشير إلى أن الشخص الذي أجريت له الجراحة عاش بعدها وتحمل الآلام بمساعدة هذا النوع من الأعشاب.
ويعتبر باحثون أن مغارة الحمام مهمة للغاية في فهم تطور التجمعات البشرية القديمة بشمال أفريقيا حيث سكن الإنسان تلك المنطقة قبل آلاف السنين وعاش بها فترات طويلة ومارس فيها أنشطته المختلفة.