بعد مرور ما يقرب من ثمانية عقود على تدمير القنبلة الذرية لمدينة هيروشيما مسقط رأسها، لا تزال تيروكو ياهاتا تحمل ندبة على جبهتها نتيجة سقوطها أرضا بسبب قوة الانفجار.
دمرت القنبلتان الأمريكيتان هيروشيما في صباح السادس من أغسطس/ آب 1945 وناجازاكي بعد ثلاثة أيام لتغيرا مجرى التاريخ وتتركا لياهاتا وغيرها من الناجين ندوبا غائرة وإحساسا بالمسؤولية تجاه نزع السلاح.
وقالت ياهاتا وآخرون إن منح جائزة نوبل للسلام يوم الجمعة لمنظمة نيهون هيدانكيو التي أسسها ناجون من القنبلة الذرية لعملها في التحذير من مخاطر الأسلحة النووية أعطى الناجين الأمل وسلط الضوء على عملهم مستقبلا.
وقالت المرأة البالغة من العمر 87 عاما أمس السبت وهي تصف رد فعلها عندما سمعت عن الجائزة “شعرت وكأن ضوءا أشرق فجأة. شعرت وكأنني أستطيع رؤية الضوء”.
وأضافت لرويترز في موقع متحف هيروشيما التذكاري للسلام “يبدو أن هذا بمثابة الخطوة الأولى، بداية حركة نحو حظر الأسلحة النووية”.
كانت ياهاتا تبلغ من العمر ثماني سنوات فقط وتقف في الحديقة الخلفية لمنزلها عندما سقطت القنبلة. ورغم أن منزلها كان على بعد 2.5 كيلومتر من مركز الانفجار، إلا أنه كان قويا بما يكفي لإلقائها على بعد عدة أمتار إلى داخل منزلها، على حد قولها.
وبعد 79 عاما، وعقب يوم واحد من منح لجنة نوبل النرويجية الجائزة للناجين، اصطف عشرات الزوار الأجانب واليابانيين في طابور طويل خارج المتحف لزيارته.
وتم تزيين الجسر المؤدي إلى الحديقة التذكارية بلوحة صفراء من القماش وعلامات أخرى مصنوعة يدويا مناهضة للأسلحة النووية. وجمع المشاركون في الحملة التوقيعات من المارة للمطالبة بحظر الأسلحة النووية.
وقدمت منظمة نيهون هيدانكيو، التي تأسست في عام 1956، آلاف الشهادات من الشهود وأصدرت قرارات ومناشدات عامة وأرسلت وفودا إلى الأمم المتحدة ومؤتمرات السلام وجمعت التوقيعات التي تدعو إلى نزع السلاح النووي.
وقالت ياهاتا، وهي ليست عضوا في المنظمة، إن الجهود لجمع التوقيعات أتت بثمارها أخيرا بعد تحقيق القليل على مدى عقود طويلة.
وأضافت “هذا القدر من الحزن والفرح هو الذي قادهم إلى الحصول على جائزة السلام هذه. أعتقد أنها جائزة ذات مغزى كبير”.
وقال توشيوكي ميماكي الرئيس المشارك لمنظمة نيهون هيدانكيو إنه شعر بأن الجائزة تعني المزيد من المسؤولية، مضيفا أن معظم الناجين من القنبلة الذرية تتجاوز أعمارهم 85 عاما.
وأخبر رويترز وهو يجلس في مقر المنظمة في هيروشيما أمام خريطة توضح تأثير القنبلة على المدينة بأنه “بدلا من الشعور بالسعادة البحتة أشعر الآن بأنني أتحمل المزيد من المسؤولية”.
وأضاف الرجل البالغ من العمر 82 عاما أن المنظمة على وشك التفكك في المناطق الريفية مشيرا إلى أن “التحدي الكبير الآن هو ما الذي يجب فعله في المستقبل”.