قد يعتقد كثيرون أن مرحلة الشباب هي أسعد المراحل العمرية في حياة الإنسان، ولكن كشف الخبراء ان مرحلة الشيخوخة هى اكثر المراحل التى يزداد فيها السعادة والرضا.
فما السبب في أن كبار السن هم الأكثر سعادة ؟
يعتقد الكثيرون أن الشخص الذي يمتلكها الشباب والغنى والجمال ووسامة المظهر هم أكثر سعادة ورضا في حياته مقارنة بكيار السن، ولكن هذا الأمر ليس صحيحاً فى بعض الأحيان، لأن التمتع بالشباب وامتلاك الكثير من المال ليس شرطاً اساسيا في الاحساس بالسعادة والرضا، ولكن السعادة تعمتد على الشخص نفسه، وما يمكن أن يفعله في سبيل الحصول عليها، وهو ما توصل له باحثون في دراسة نشرت نتائجها على صحيفة “فرانكفورتر روند شاو” الألمانية.
في مرحلة الشباب غالباً ما ينظر الشخص إلى حياته على أنها مغامرة، ويتمتع خلالها بصحة جيدة و بالجرأة، والإقدام على خوض تجارب جديدة، ولكنها في الغالب لحظات عابرة، وفي حين يميل المرء في سن الشيخوخة، إلى أن يكون أكثر حرصاً بسبب المشاكل الصحية خلال هذه الفترة من حياته، ورغم هذا البعض يكونون أكثر سعادة في سن الشيخوخة.
و في هذا الصدد يتحدث أستاذ الطب، “توبياس إيش” من جامعة فيتن/هيرديك في ألمانيا، موضحاً أنه على الرغم من الأمراض الجسدية، فإن كبار السن يكونون أكثر سعادة بشكل عام وأكثر شعوراً بالرضى عن مرحلة الشباب ويتابع: “من المثير للدهشة أن العامل الأكثر أهمية لهذا هو الشيخوخة نفسها”.
ويوضح “إيش” أن مفهوم السعادة يتغير على مدار الحياة، وفي الوقت الذي يبحث فيه الشباب عن المتعة والإثارة، يكون كبار السن سعداء بشكل خاص عندما يبتعدون عن التوتر والالتزامات الناتجة عن الحياة المهنية، وتربية الأطفال، ومشاكل العلاقات بشكل عام، وبناء أو شراء منزل، وفي مرحلة الشباب يواجه الشخص الكثير من التحديات خلال هذه الفترة، وتؤكد على هذا الصدد ايضا أستاذة علم الاجتماع، “بروكمان” بقولها: “في هذه المرحلة العمرية لديك الكثير من الالتزامات التي تلتصق بك طوال الوقت، ولكن في وقت لاحق يزداد الرضا عن الحياة مرة أخرى.
وتقول: ” لا تزال في وضع يسمح لك للاستمتاع بالتقاعد. ولديك الوقت لإعادة اكتشاف نفسك والبحث عن تجربة شيء جديد”، واضافت ايضا، ان سن الستين وما فوق، لا يحتاج الناس إلى الكثير ليكونوا سعداء على الرغم من معانتهم من أمراض الشيخوخة