منذ انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا تحديدا، أثيرت شائعة بأن الأطفال أكثر تأثرا بعدوى السلالة الجديدة ما أدى إلى حالة من الرعب حول العالم، ونشر في هذا السياق موقع “ديلي ميل” البريطاني مقالا ترجمه “موقع صوت بيروت انترناشونال” حول صحة هذه الإشاعة، وجاء فيه…
يقول العلماء الذين يبحثون في السلالة الجديدة من الفيروس التاجي أنهم لا يملكون دليل على أنه أكثر عدوى لدى الأطفال حتى الآن.
وقال البروفيسور نيل فيرغسون ، وهو مستشار وعالم الأوبئة في كلية إمبريال ، أنه هناك “تلميحاً” بأنّ السلالة الجديدة لديها ميل أعلى لإصابة الأطفال.
لكن أعضاء Covid-19 Genomics UK (CO-UK) قالوا أنهم “ليسوا على دراية” بأي بيانات تشير إلى أن هذا قد يكون صحيحاً.
قام COG-UK K بفحص جينات أكثر من 160,000 حالة من حالات فيروس كورونا في المملكة المتحدة وراقبوا باستمرار كيف يتطور الفيروس لمعرفة ما إذا كانت أي من الطفرات الجديدة مهمة ، حيث أصبحت السلالة الجديدة من الفيروس تسمى VUI-202012/1.
وقالوا إنه لا يوجد بعد حالات كافية مسجلة من متغير الفيروس الجديد وأنه هناك حاجة إلى المزيد من البيانات لإبداء أي تعليقات حول كيفية تأثيره على مجموعة معينة.
وقال البروفيسور فيرغسون أنه شاهد بيانات تظهر المتغير يشكل نسبة كبيرة، على نحو غير عادي ، من الحالات عند الأطفال ، لكنه غير متأكد بعد.
كما أكد أعضاء COG-UK تحذير كبير العلماء في بريطانيا السير باتريك فالانس عندما قالوا أن السلالة الجديدة انتشرت في جميع أنحاء المملكة المتحدة بالفعل ، وليس فقط في لندن والشرق والجنوب.
ولكن سيتعين علينا الانتظار بضعة أسابيع أخرى قبل أن يبدأوا في الحصول على ما يكفي من البيانات لتأكيد ما إذا كان الفيروس أكثر فتكاً أو أكثر عرضة لترك الناس في المستشفى ، وذلك لأن معظم الأشخاص الذين أصيبوا به لا يزالون في منتصف إصابتهم.
وقد أدلى البروفيسور فيرغسون بهذا التعليق على الصحفيين في مؤتمر صحفي مع مجموعة SAGE الفرعية NERVTAG .
وقال إنه لا توجد أدلة كافية حتى الآن لإثبات نظرية كون الأطفال أكثر عرضة للإصابة ولكن هذا احتمال.
وادعى أن عدد حالات الإصابة بالمتغير الجديد لكورونا لدى من هم دون سن 15 عاماً أعلى بكثير من السلالات الأخرى ، على الرغم من عدم نشر أي من البروفسور فيرغسون أو PHE أي بيانات لإثبات ذلك.
وفي حديث لها ، قالت البروفيسورة شارون بيكوك ، مديرة COG-UK وعالمة الأحياء الدقيقة في جامعة كامبريدج: “إنّ البيانات التي تمت مناقشتها في NERVTAG ، ليست مألوفة من قبل المجموعة. أعتقد أنه تمّ العثور عليها من قبل PHE.
“نحن لسنا على علم بزيادة عدد الإصابات لدى الأطفال وليس لدينا أي بيانات عن زيادة عدد الإصابات لدى الأطفال.”
وأضاف البروفيسور توم كونور ، خبير تطور الفيروسات في جامعة كارديف وعضو في COG-UK و Public Health Wales ، أن العلماء سيحتاجون إلى “عدد أكبر بكثير من الحالات” ليتمكنوا من تحديد التأثيرات على الأطفال.
وأوضح البروفيسور فيرغسون أن بيانات حالات المتغير الجديد تُظهر نسبة أكبر من الإصابة لدى الأطفال دون سن 15 عاماً مقارنة بغيرها من السلالات الأخرى.
وقال أنّ السبب قد يكون لأن المتغير الجديد للفيروس من المرجح أن يسبب أعراضاً كانت نادرة مع متغيرات أخرى من الفيروس أو لأنه ينتشر بشكل أسرع ويصيب المزيد من الأطفال, وهذا يعني أن المزيد سيأتي لاحقاً.
وقال البروفيسور فيرغسون لـ MailOnline: “هناك إشارة إلى حدوث تغيير طفيف في البيانات ، ولكنها ليست ضخمة ولا نعرف السبب بعد.”
اقترح العلماء أن الأطفال قد يكونون أكثر عرضة للمتغير الجديد للفيروس لأنه أكثر قدرة على الالتصاق بمستقبلات ACE – 2 التي يستخدمها الفيروس للوصول إلى جسم الإنسان.
ليس واضحاً ما إذا كان هذا ا التأثير خاصاً بالأطفال ، أو مجرد منتج ثانوي لحقيقة أن هذا المتغير قد يكون أكثر معدياً للأشخاص من جميع الأعمار.
إن المخاوف من أن ينتشر بسهولة أكبر بين الأطفال هي مدعاة للقلق لأن جهود التباعد الاجتماعي يصعب إنفاذها على الصغار.
كما يمكن أن تواجه المدارس الإغلاق في العام الجديد إذا لم يتمّ السيطرة على المتغير الجديد وتم اكتشافه فعلاً لدى الأطفال.
و قالت Public Health England انها تبذل المزيد من البحوث للعمل على كيفية تأثير المتغير الجديد على الأطفال.
وقالت الأستاذة سوزان هوبكنز ، نائبة مدير دائرة العدوى الوطنية: “يتم إجراء المزيد من الدراسات لفهم خصائص الفيروس المتغير بشكل أفضل. فمن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هناك تحول في التوزيع العمري.
“تسببت إجراءات الإغلاق في جميع أنحاء الجنوب الشرقي في انخفاض الاتصال والتواصل بين كبار السن ، مما قد يفسر النسبة الأعلى الواضحة للمعدلات لدى الأطفال والبالغين الأصغر سناً.”
لا يزال هناك الكثيرمن الأمور غير المعروفة عن المتغير الجديد للفيروس، والذي تم لفت انتباه الجمهورعليه لأول مرة في الأسبوع الماضي.
يبدو أن الحالات قد بدأت بالظهور في المملكة المتحدة في منتصف نوفمبر ، وهي الآن في طريقها لتصبح السلالة المهيمنة في البلاد.
يقول الخبراء أنه تم العثور عليه في جميع أنحاء إنجلترا ، وكذلك في اسكتلندا وويلز، وأنه يحل بسرعة محل المتغيرات الأخرى من الفيروس.
ويعتقد أن سبب ذلك يعود إلى كونه تطور ليكون أكثر ضراوة. وقد ادعى بوريس جونسون أنّ ّ نسبة العدوى به قد ترتفع لتصل إلى 70 في المائة في مؤتمر صحفي دراماتيكي في عطلة نهاية الأسبوع.
وقال الدكتور جيفري باريت ، وهو عضو في COG-UK ودكتور في علم الوراثة من معهد ويلكوم سانجر في لندن : “إنّ المتغير الجديد موجود في العديد من الأماكن… إنه بالتأكيد ليس معزولاً في مكان واحد’.
وقال إنه على الرغم من أنّ “أعلى نسبة من الحالات إلى حد بعيد” كانت في لندن، جنوب شرق وشرق إنجلترا، كانت هناك أيضاً حالات بأعداد صغيرة نسبياً في كلّ من جنوب غرب إنجلترا, ميدلاندز وشمال إنجلترا.
يقول الخبراء أنه سيكون علينا الانتظار أسبوعين آخرين حتى تظهر بيانات كافية لتقديم أي استنتاجات حول آثار المتغير الجديد للفيروس.
نظراً لأن معظم المصابين به قد أصيبوا بالفيروس في نوفمبر ، فإنهم لم يخرجوا بعد من الإطار الزمني المحتمل لـ Covid-19 الشديد أو الوفاة.
وقال COG : عادة ما يستغرق الأمر حوالي أربعة أسابيع حتى يتعافى شخص ما تماماً أو يموت بعد أن يصاب بالفيروس.
قال الدكتور توم كونور: “نحن لسنا في مرحلة تمكننا من الحصول على معلومات عن النتائج الآن. فبالرغم من أنّ هناك الكثير من الناس المصابين بهذا المتغير الجديد لكنهم لا يزالوا حتى الآن في منتصف الإصابة ولم يتعافوا بعد.’
وقال إنه من المحتمل أن تصبح المعلومات المتعلقة بالنتائج والتي تستغرق 28 يوماً متاحة في نهاية ديسمبر أو في كانون الثاني.