الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الإصابة الثانية أخطر ... فيروس كورونا قد يصيب الشخص نفسه مرتين

الجزيرة.نت
A A A
طباعة المقال

لا يزال فيروس كورونا مستجدا رغم مرور أشهر على بدايته، فلا إجابة حاسمة حتى اللحظة، ولا تزال المعلومات تتطور وتتبدل وتتغير تبعا لدراسات وجهود الباحثين حول العالم، فبينما تحدثت الحكومات مع بداية انتشار فيروس كورونا عن احتمالية اتباع مناعة القطيع للتخلص من الفيروس، تبين فيما بعد ان المصاب بفيروس كورونا قد يتعرض للإصابة مرتين مما يعني أن مناعة القطيع لا تعني شيء سوى أنها قد تدمر الجهاز الطبي من شدة الأعداد.

ونشر موقع الجزيرة تقريرا مفصلا عن الأشخاص الذين أصيبوا مرتين وعن حالتهم الصحية في المرة الثانية وفيما إذا كانت الإصابة أشد وطأة من الأولى أم العكس.

ونبدأ مع إصابة أميركي بكوفيد-19 مرتين، وكانت الثانية أشد من الأولى، الأمر الذي دفع العلماء للقول إن هناك الكثير، الذي ما زال يتعين علينا معرفته عن الاستجابات المناعية، كما أن الإصابة الثانية بالفيروس تثير الشكوك حول اللقاحات.

وتأكدت إصابة الرجل البالغ من العمر 25 عاما، وهو من رينو (في ولاية نيفادا)، في أبريل/نيسان بعد أن ظهرت عليه أعراض بسيطة؛ لكنه مرض مرة أخرى في أواخر مايو/أيار وكانت الأعراض أشد، وفقا لتقرير الحالة المنشور في دورية “لانسيت للأمراض المعدية” (The Lancet Infectious Diseases)، والتي نقلتها رويترز.

ووفقا لوكالة الصحافة الفرنسية التي نقلت الدراسة أيضا، فإن الإصابة الثانية كانت أكثر خطورة من الأولى، وقال العلماء إنه على الرغم من ندرة تكرار الإصابة على ما يبدو، ورغم تعافي الرجل الأميركي المصاب، فإن الحالات الشبيهة لحالته مثيرة للقلق، وسجلت حالات منفردة لتكرار الإصابة في أرجاء العالم منها في أوروبا وآسيا.

وقال سايمون كلارك، خبير علم الأحياء المجهرية بجامعة ريدينج البريطانية “أصبح من الواضح بشكل متزايد أن تكرار الإصابة وارد؛ لكن ليس بإمكاننا بعد تحديد مدى شيوعه”.

وأضاف “إذا كان تكرار الإصابة ممكنا بسهولة، فإن ذلك قد يكون له تداعيات على برامج إنتاج اللقاحات، وعلى فهمنا لكيف ومتى يمكن أن ينتهي الوباء”.

وقال أطباء مريض نيفادا إن الفحوص المتعمقة أظهرت أن سلالة فيروس كورونا -واسمه العلمي سارس-كوف 2- المرتبطة بالإصابة الثانية كانت مختلفة جينيا عن الأولى.

وقال بول هنتر، أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا البريطانية، “هذه النتائج تعزز فكرة أننا لم نعرف بعد ما يكفي عن الاستجابة المناعية لهذه العدوى”.

خامس حالة في العالم
وقال برندان ورين، أستاذ علم اللقاحات في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة، إن حالة مريض نيفادا هي خامس حالات تكرار الإصابة على مستوى العالم.

وقال “إمكانية تكرار العدوى بسارس-كوف-2 ربما تشير إلى أن لقاح كوفيد-19 قد لا يوفر حماية كاملة.. غير أنه في ضوء إصابة (ما يربو على) 40 مليون شخص في العالم، فإن أمثلة تكرار العدوى قليلة، ويجب ألا تحد من جهود تطوير اللقاحات”.

أشد أشكال كوفيد-19 ترتبط بأجسامنا المضادة
خلال الأيام الأولى من تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، افترض العديد من علماء المناعة أن المرضى، الذين أنتجوا كميات كبيرة من الأجسام المضادة بشكل كافٍ في وقت مبكر من الإصابة بفيروس كورونا، تمكنوا من وقف تطور العدوى وحدتها.

وفي مقاله الذي نشرته صحيفة “نوفال أوبسرفاتور” ( Nouvel Observateur) الفرنسية، شرح ماثيو وودروف، وهو عالم المناعة في جامعة إيموري في أتلانتا، الظروف التي يمكن أن تسبب أشكالا حادة من عدوى كوفيد-19؛ مؤكدا أنه بعد عدة أشهر من دراسة هذا المرض، أدرك أن الوضع في الواقع أكثر تعقيدا مما كان يتصور.

ونشر وودروف بالتعاون مع زملائه مقالا في مجلة “نيتشر إيمونولوجي” (Nature Immunology) يضم استنتاجات تدعم فكرة أنه لدى بعض المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد، تعد الوقاية من حدوث خلل مناعي بدرجة أهمية محاربة الفيروس نفسها.

وقال إنه لدى المرضى الذين يعانون من أشكال حادة من كوفيد-19، فقد ثبت بالفعل أن التفاعل الالتهابي، الذي يهدف للقضاء على الفيروس هو المسؤول عن الأضرار الجانبية الأخرى، التي تحدث لجسم المريض.

كشفت بعض الدراسات السريرية حدوث “عواصف السيتوكين” لدى بعض المرضى، والتي تنتج من خلالها الاستجابة المناعية كمية هائلة من الجزيئات الالتهابية والأجسام المضادة، التي تتسبب في حدوث جلطات دموية خطيرة، والتهاب أجهزة أعضاء متعددة. وهذا ما يؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية، وهي حالة لوحظت لدى 186 طفلا تعافوا من المرض.

وأضاف العالم وودروف أن هذه العلامات تشير إلى أن الاستجابة المناعية، التي كان من المفترض أن تكون وقائية عند هؤلاء المرضى، أصبحت مدمرة بالنسبة لهم. وهذا ما دفع بعض الأطباء إلى استخدام الستيرويد، الذي يعد من الأدوية التي تثبط الاستجابة المناعية لعلاج هؤلاء المرضى عند دخولهم المستشفى، وقد ساهم ذلك في إنقاذ الكثير من الأرواح.