الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كورونا.. أول صورة للمرعب "أميكرون"

كشفت الصور الأولى للمتحور الجديد من فيروس كورونا “أميكرون” وجود طفرات فيه بشكل يفوق ما هو موجود في متحور “دلتا”، الذي كان حتى أيام معدودة أخطر متحورات الفيروس.

وتظهر الصور الثلاثية الأبعاد النقاط الحمراء تنتشر بشكل كثيف في أعلى متحور “أوميكرون”، بينما كانت تلك النقاط أقل بكثير في متحور “دلتا”.

وكان ملاحظا أن الطفرات تركز في منطقة “بروتين سبايك”، التي تمكن الفيروس من الارتباط بخلايانا والدخول إليها.

واستخدم الباحثون معيارا اعتبر أن المنطقة التي تزيد فيها نسبة الطفرات عن 70 في المئة، وهي النسبة الأعلى، تكون باللون الأحمر.

وأنتج الصور ونشرها مستشفى “بامبينو جيسو” في العاصمة الإيطالية روما.

وقال الباحثون الذين أشرفوا على إعداد الصور في بيان: “نلاحظ بوجود طفرات أكثر في متحور “أوميكرون” مقارنة بمتحور دلتا، وتتركز هذه الطفرات في منطقة واحدة في البروتين الذي يتفاعل مع الخلايا البشرية”.

وأضافوا أن هذه الاختلافات لا تعني أن هذا المتحور أكثر خطورة، فكل ما في الأمر أن الفيروس تكيف أكثر مع البشر عبر توليد متحور جديد”.

وتابعوا: “دراساتنا ستخبرنا إذا كان هذا التكيف طبيعي أو أقل أو أكثر خطورة”.

ويعتقد الباحثون أن الطفرات الرئيسية في المتحور تزيد من قابليته للتفشي بين البشر.

ومن جانبها، تقول أستاذة علم الأوبئة في جامعة ديكين، كاثرين بينيت إن المتحور الجديد لافت ليس لفقط لعدد الطفرات التي يحتويها ولكن أيضا لمكان وجود هذه الطفرات.

وقالت إن المتحور الجديد يتضمن عددا محدودا من الطفرات المهمة.

وادى ظهور المتحور الجديد الى قلق واستنفار وتراجع حاد في البورصات العالمية وانهيار الأسهم وحظر للسفر وانخفاض لأسعار النفط بعدما كشفت منظمة الصحة العالمية عن ظهور متحورة جديدة في جنوب إفريقيا، صنفتها بأنها “مقلقة” وهي خامس سلالة توضع في هذا التصنيف.

وتزداد المخاوف من أن تعيد المتحورة الجديدة لفيروس كورونا العالم إلى المربع صفر، بعدما تغيرت الأوضاع خلال 24 ساعة الأمر الذي قد يشكل ضربة جديدة للانتعاش الاقتصادي بعد التعافي من الإغلاقات والفرض الشامل للإجراءات الاحترازية.

ما هي الأعراض؟

بحسب مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطور الجائحة، فقد “تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحورة بي.1.1.529 لأول مرة من جانب جنوب أفريقيا في 24 نوفمبر 2021 (…). تحتوي هذه المتحورة على عدد كبير من الطفرات، بعضها مقلق”.

يقول الدكتور وائل صفوت، المستشار لدى منظمة الصحة العالمية، لموقع “الحرة” إن السلالة الجديدة تحتوي على أكثر من 30 طفرة، مضيفا “الأعراض لم تتضح بعد”.

ويستبعد صفوت أن تختلف أعراض السلالات القديمة عن المتحورة الجديدة، كما أشار إلى أن بعض الإصابات بالمتحورة الجديدة تم اكتشافها بالصدفة، “ومن بينها حالات كانت في طريقها للحصول على التطعيم”.

وأضاف “لم يتأكد بعد إن كانت الحالات تعاني تعبا شديدا أو أعراضا خطيرة”.

هل اللقاحات فعالة؟

وبالتزامن مع ذلك، ذكرت شركة موديرنا الأميركية للأدوية أنها ستطور جرعة معززة ضد المتحورة أوميكرون.

غير أن الأمر قد يستغرق أسابيع حتى يفهم العلماء تحورات السلالة الجديدة، وما إذا كانت اللقاحات والعلاجات الحالية فعالة في مواجهتها.

وقالت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا إن السلالة الجديدة تحتوي على بروتين تاجي يختلف جذريا عن البروتين الأصلي الذي تعتمد عليه اللقاحات، مما يذكي القلق ويشعل المخاوف حول فاعلية اللقاحات الحالية.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن الدكتور ويليام هاناج، عالم الأوبئة بجامعة هارفارد وباحثين آخرين قولهم إن “اللقاحات ستحمي على الأرجح من أوميكرون، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد مدى فعالية الجرعات”.

وفي هذا الإطار يقول صفوت: “حتى الآن المتحور متغلب على اللقاح، فأولى حالات السلالة الجديدة ظهرت في بوتسوانا وكانت لشخص في طريقه للحصول على جرعة تعزيزية منشطة للقاح”.

وأوضح “هذا يعني أن الفيروس متغلب على اللقاحات الموجودة، لكن هذه نظرية تحتاج إلى مزيد من البحث، ولهذا العالم كله في حالة قلق وتأهب”.

وعما إذا كان ذلك سيعزز عدم ثقة البعض في التطعيم، قال صفوت: “لا أعتقد؛ فالمشكلة هي ظهور المتحور الجديد يأتي في ظل انتشار الموجة الخامسة وفرض بعض القيود في دول أوروبية”.

وأضاف “خلال الساعات المقبلة قد يتضح تأثير اللقاحات من عدمها. الأوساط العلمية كلها في حالة تأهب حتى لا نعود للمربع صفر”.

أوميكرون (يمين) ودلتا في صورة ثلاثية الأبعاد

أوميكرون (يمين) ودلتا في صورة ثلاثية الأبعاد