أكد وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام أنه لن يكون هناك قرار قطعي وجادّ لوقف إطلاق النار في الحرب بين اسرائيل وحزب الله قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب البيتَ الأبيض في 20 كانون الثاني 2025، حتى لو جرت محاولات للهدنة قبل فترة الأعياد وآخر السنة.
وفي حديثه لـ”الحرّة”، رأى سلام أن كل رئيس أميركي جديد يجب أن يُنجز نجاحاً كبيراً داخليّاً وخارجيّاً في أول 100 يوم في سدّة الرئاسة، وإحدى نجاحات ترامب ستكون أنه فور دخوله البيت الأبيض سيقوم بالإتصال برئيس الحكومة الإسرائيليّة ليقول له: “بعد هالاتصال ما بيطلع ولا رصاصة”، مشيراً إلى أن قراراً سبق وتمّ اتخاذه في الإدارة الأميركيّة يقضي بمواصلة نتنياهو الحرب الى حين انتخاب الرئيس الجديد لأميركا.
سلام الذي زار واشنطن قبل الانتخابات الأميركيّة وبعدها، واجتمع مع ترامب، ووالد صهر الرئيس الأميركي المنتخب مسعد بولس ومستشاريه وفريق عمله الذي تربطه بهم علاقة شخصيّة منذ أكثر من 20 عاماً، رأى أن لبنان أمام فرصة تاريخيّة لن تتكرّر بوجود لبناني داخل عائلة ترامب، وسيكون موجوداً الى جانبه في البيت الأبيض خلال السنوات الأربع القادمة، فضلاً عن أنه من الممكن أن يتمّ تعيين بولس قريباً مسؤولاً عن ملف لبنان أو أكبر من ذلك.
وأشار سلام إلى أنه في أميركا سُئلَ: “كم قائد جيش انتُخب رئيساً للجمهوريّة، وهل كانت التجارب ناجحة أو لا؟ كما طُرحت في الإجتماعات الأميركيّة ثلاثة أسماء لرئاسة الجمهوريّة هي: قائد الجيش جوزيف عون، النائب نعمة افرام، والوزير السابق زياد بارود”.
وردّاً على سؤال ما إذا كان اسمه كأمين سلام مطروحاً في أروقةِ واشنطن ليكون رئيساً للحكومة المقبلة في العهد الجديد، قال سلام: “حُكي بهذا الموضوع في أميركا بشكل إيجابي جدّاً، من الممكن أن يكون اسم امين سلام لرئاسة حكومة مقبلة مرتفع الحظوظ”.
سلام الذي أرسل لترامب كتاب تهنئة بالفوز، طلب منه دعم لبنان، وقدّم له خريطة طريق لخلاص لبنان، وأكد سلام أن خريطة الطريق التي بحثها مع فريق ترامب تتألف من 3 نقاط: أوّلاً، انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، ثانياً، تحصين الجيش ودعمه عسكريّاً وأمنيّاً ووضع برنامج غير مسبوق لحماية الحدود، وثالثاً إعادة انتظام العمل القضائي والجسم القضائي، قائلاً: “من يظنّ أن أي دولة غير الولايات المتحدة الأميركيّة يمكنها حلّ أزمة لبنان، يكون مخطئاً”.
وجزم في أن لبنان لن يُعطى لأحد، لا لأميركا ولا لإيران، مشيراً الى أن لبنان أمام خيارين، إما البؤس والتعتير أو رؤية 2030 لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والخيارات مرتبطة بمراحل أوّلها العودة الى الشرعيّة الدولية وتطبيق القرار 1701، متسائلاً ما إذا كان حزب الله سيُضحّي من خلال تسليم سلاحه والتحوّل الى حزب سياسيّ في النسيج اللبناني؟ ولا ضرورة لإستباق الأمور والقول إننا سنطبّع مع اسرئيل.
وقال سلام: “إذا قالت لنا إدارة ترامب سأستكمل مسار اتفاق ابراهام وإعادة فتح أحاديث السلام والتطبيع مع العرب، طبعاً لن نهلّل لها ولا نزغرد لها، ولكنَّ سنكون أمام واقع، إما أن نكون معهم أو نكون في مصاف الدول التي ستصبح بؤر إرهاب وبؤس، والحديث مع الرئيس ترامب كان واضحاً، وهو نفسه قال لي ما قالته لنا الدول العربيّة “ساعدوا حالكن لنساعدكن”.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان ترامب، في مرحلة مقبلة، يريد من لبنان توقيع السلام مع اسرائيل؟ أجاب سلام: طبعاً، فمن يعمل على توقيع اتفاق سلام بين اسرائيل وكلٍّ من الإمارات والبحرين والسعودية وقطر، سيعمل طبعاً على توقيع اتفاق سلام بين اسرائيل ولبنان، مشيراً الى أنه في هذه المرحلة لم يعلّق على هذا الأمر بأي كلمة، لأن في لبنان نظاماً معيّناً، فضلاً عن الخوف من حرب أهليّة، وكمسؤول لبنانيّ، الوقت ليس مناسباً لتوجيه رسائل أو لإتخاذ قرارت معيّنة في هذه المرحلة الحسّاسة. وأضاف: “كل ما قلته في الرسالة الى ترامب أننا نطمح أن نكون بمصاف الدول التي تريد أن تتقدّم وتنجح، أما كيف؟ وبأي شكل؟ وما هي التخريجة التي ستحصل؟ ومن سيقبل؟ ومن لن يقبل سياسيّاً في لبنان؟ فإن غداً لناظره قريب”.
وإذ اعتبر سلام أن الحروب دائماً ما تنتهي بالتسويات، و”العترة عاللي بيروح، والبلد الذي يدفع الثمن”، أكد أن حزب الله باقٍ مثله مثل أي حزب سياسيّ، والإتفاق حصل بين أميركا وإيران حول شكل حزب الله وتحويله من حزب عسكري الى حزب سياسيّ، كباقي الأحزاب، واستطرد سلام، في هذه المرحلة رجاءً عدم الإستفزاز وعدم استغلال الفرصة والبيئة المتألمة وتهديدها في المرحلة المقبلة، سيبقى حزب الله شريكاً في الوطن بصورة مختلفة، وسيبقى صاحب قرار كبير.
وفي الشقّ الإقتصادي، قال سلام إن تكلفة الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية في لبنان ستتخطّى الـ20 مليار دولار، و”هذه الأرقام رأيتها في أوروبا وفي اتصالي بمراكز أبحاث عربية مهمّة”، مشيراً إلى أن لبنان يحتاج الى أقلّه بين 3 الى 5 سنوات صعبة للتعافي، وفي حال الحصار الكامل يمكنه الصمود بما يمتلكه من مقوّمات لفترة بين 4 الى 5 أشهر.
أما كيف يمكن أن يتحمّل لبنان هذه الخسائر، فيقول سلام: “بسيطة! فلنسلك خريطة طريق 2030، من يظنّ أن هناك غير الحضن العربي اليوم وعلى رأسه السعودية وقطر واهم”.