قالت إسرائيل إنها قصفت مقر مخابرات حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الأحد، بينما قال مسؤولون في غزة إنهم ما زالوا يحاولون انتشال الجثث من تحت الأنقاض بعد الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل العشرات.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني إن ما لا يقل عن 87 شخصًا على الأقل استشهدوا أو فُقدوا في أعقاب الغارة الجوية على بيت لاهيا في شمال غزة في وقت متأخر من يوم السبت، وهو أحد أعلى حصيلة للشهداء الذين تم الإبلاغ عنهم منذ أشهر في هجوم واحد. وقالت إسرائيل إنها تحقق في تقارير عن الحادث.
وكان ذلك بمثابة تكثيف للهجمات الإسرائيلية ضد حماس في غزة وحزب الله في لبنان، وذلك بعد أيام من استشهاد زعيم حماس يحيى السنوار الذي أثار الآمال في فتح باب مفاوضات وقف إطلاق النار لإنهاء أكثر من عام من الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، يقول مسؤولون ودبلوماسيون ومصادر أخرى في المنطقة إن إسرائيل تسعى من خلال العمليات العسكرية لمحاولة حماية حدودها وضمان عدم تمكن خصومها من إعادة تنظيم صفوفهم.
وتستعد إسرائيل أيضًا للرد على قصف صاروخي إيراني في وقت سابق من هذا الشهر، على الرغم من أن واشنطن ضغطت عليها لعدم ضرب منشآت الطاقة الإيرانية أو المواقع النووية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تعرض لمحاولة اغتيال من قبل ”حزب الله“ حليف ايران يوم السبت عندما تم توجيه طائرة بدون طيار إلى منزله أثناء العطلة. وفي مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن إسرائيل ستتخذ قراراتها بناءً على مصالحها الخاصة، وفقًا لبيان صادر عن مكتب نتنياهو.
ورفضت الحكومة الإسرائيلية عدة محاولات من الولايات المتحدة، حليفها الرئيسي وداعمها العسكري، للتوسط في وقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان.
الضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت
في لبنان، كثفت إسرائيل قصفها لجنوب بيروت منذ ظهر السبت. وقالت يوم الأحد إن قواتها الجوية هاجمت مقر مخابرات حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإضافة إلى ورشة تحت الأرض لإنتاج الأسلحة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن الطائرات المقاتلة قتلت ثلاثة من قادة حزب الله، من بينهم الحاج عباس سلامة، وهو شخصية بارزة في القيادة الجنوبية للحزب.
و نقل شهود عيان لرويترز أن الدخان كان يتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت، التي كانت منطقة مكتظة بالسكان وتضم أيضًا مكاتب لحزب الله ومنشآت تحت الأرض.
وقال الجيش اللبناني يوم الأحد إن ثلاثة من جنوده استشهدوا في غارة إسرائيلية على آلية للجيش في جنوب لبنان.
ولم يصدر عن حزب الله أي تعليق فوري على الغارات، لكنه قال إنه أطلق صواريخ على القوات الإسرائيلية في لبنان وعلى قاعدة في شمال إسرائيل.
وكان القتال عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله قد اندلع قبل عام عندما بدأ حزب الله بإطلاق الصواريخ دعماً لحماس.
وفي بداية شهر أكتوبر، شنت إسرائيل هجومًا بريًا داخل لبنان في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة الحدودية لمواطنيها الذين فروا من الهجمات الصاروخية في شمال إسرائيل.
على مدار العام الماضي، استشهد أكثر من 2400 شخص، وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، ونزح أكثر من 1.2 مليون شخص، معظمهم في الأسابيع الأخيرة. كما خلّف الرد العسكري الإسرائيلي في غزة أكثر من 42,500 شهيد، بحسب مسؤولين فلسطينيين.