ردّ النائب إيهاب مطر على انتقادات وصفها بـ “الحملة السوداء والحقد الأعمى”، وذلك بسبب صورة متداولة جمعته مع مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على طاولة واحدة خلال إفطار رمضاني منذ أيّام.
وقال: “إن هذه الحملة اختارت صورة من إفطار رمضاني في شهر الغفران، للتطاول على سماحة المفتي وعليّ شخصيا، لكنني أقول، إن الجَهل أعمى صاحبه، ولو سألتم، لما قصرنا بالتوضيح، لكنكم أساساً لا يهُمّكم أي توضيح، لأنكم تتعاطون بسياسة الحقد الأعمى الذي قد يستجلب لكم بعضَ الإعجابات على مواقع التواصل، لكن في الحقيقة يُؤكّد سقوطكم الأخلاقي لا أكثر”.
وأضاف، خلال افطار رمضاني أقامته مجموعته للتنمية IMD في مطعم بيتنا- طرابلس وحضرتها فعاليات نقابية، عمّالية، سياسية، اجتماعية وشعبية: “إليكم نقول، تاريخنا معروف ومواقفنا واضحة، ولا ننتظر من أمثالكم صكوك براءة ولا فحوصًا بالنزاهة والثبات، ونشدّد على تمسكنا بموقفنا المعارض لعهد جهنّم وأزلامه، والمعارض أيضًا لشعبويات تهديمية بتسجيل صوتيّ من هنا، أو تعليقٍ من هناك، لذلك اذهبوا والعبوا مع شخصٍ آخر، فليس إيهاب مطر من تُزايدون عليه، وعودوا إلى المواقف منذ فترة قصيرة، وارصدوا من استقبل ورحّب، لأنّنا الحمد لله متصالحون مع أنفسنا، ولا يُمكن تحويل الصُدَف وآليات البروتوكول الرسميّ إلى مواقف، والمبادئ لدينا ثابتة ومواقفنا من عهد جهنم لا تتغيّر، فتعالوا لنتكاتف لمصلحة طرابلس بدلاً من التلهي بالقيل والقال.. ولا نريدُ إلّا رضى الله”.
وتابع: “أؤكدُ أن أيّ تطاول على سماحة المفتي هو تطاول على طرابلس، وعلى علمائنا ومشايخنا وهذا مرفوض ولا يُمكن السكوت عنه، خصوصًا إذا كان تجاه مفتينا الشيخ إمام الذي يقوم بكلّ جهوده لمصلحة طرابلس والطرابلسيين وخصوصًا المسلمين، ولا ننسى أنّ سماحته يتماهى تمامًا مع سياسة دار الفتوى وسيّدها سماحة المفتي عبد اللطيف دريان، وهي سياسة نقف خلفها جميعا”.
كما رد على انتقادات طالته من “المنزعجين” من خطاباته الأخيرة المرتبطة بالفلتان الأمنيّ، قائلا: “من الجيّد أنّ هناك من سمع صرختنا بشأن الفلتان الأمنيّ وانتشار ظاهرة السلاح المتفلت، وهي ليست في طرابلس فحسب بل في كلّ لبنان، ونعلم تمامًا أنّ هناك من حوّل هذا السلاح المتفلت إلى جيش وتجاوز عبره الدولة وليس هناك من يردعه، لكنّنا في طرابلس لسنا مع هكذا ظواهر، ويبدو أنّ هناك من انزعج من صرختي بوجه الفلتان الأمنيّ فراحَ يبخّ بحقده بسبب صورة”.
وشدد مطر على “أهمّية إجراء الانتخابات البلدية إلى جانب الرئاسية منها، وذلك نظرًا لأهمّيتها، بخاصّة في البلديات التي تُواجه الفراغ في مجالسها منذ سنوات شمالا”، مشيراً الى بلديتيّ الميناء والقلمون بصورة خاصة، وقال: “ان المشهد مؤلم ومبك شمالًا، بخاصة حين يشعر المواطن الطرابلسيّ بأنّه ليس أولوية في دولته ولا يأخذ منها ما يستحقّ، فلا يُحارب من أجلِها، بل يرجو من الله تعالى أنّ تتلقّى هذه الطبقة من الله ما تستحق”.
ورأى أن “غياب الاستحقاق البلديّ يكتب على هذه البلديات الشقاء”، مشددا على “أهمّية التركيز على قدرات الميناء، أيّ عروس طرابلس ولبنان الشمالي، التي كانت وما زالت منارة المدينة سياحيًا وترفيهيًا، رّغم إقحام طرابلس عنْوة في عصر الظلُمات”.
وتوجه الى أهالي الميناء بالقول: “نُدركُ تمامًا قدرات هذه المدينة الراسخة بجذورها التاريخية والتقليدية، ونعلم عزَّ المعرفة أنّها تواجه معضلات اجتماعية لا تُخفى على أحد، بدءاً من مشكلة انتشار النفايات والمجارير، مروراً بأزمة الدراجات النارية العشوائية، وصولًا إلى الكلاب الشاردة وغيرها من المشاكل التي تُواجهُها بلديات أخرى شمالًا قطعا، لكنْ في الميناء تبدو الصورة مأساوية أكثر، نظرًا للفراغ البلديّ الذي يعرف القاصي والداني تأثيره في المدينة المتروكة إنمائيا”.
وأشار الى “مشهد الشقاء في بعض المناطق والأحياء الطرابلسية وإلى نموذج آخر “يُحتذى به” شمالًا طرابلس الحديثة بنظافة شوارعها وإنارتها، وكأنَّها تنقل الزائر إلى الضفة الأخرى من عاصمة الشّمال، وباتت شوارعها ملاذًا للترفيه، وهي ضفة تجعلنا نشعر بارتياح وغصّة في آن على مناطق المدينة القديمة والقيّمة، فنسألْ، ماذا يَنقُصُها لتنفض غبار الإهمال عنها؟ ربما ينقصها حكام سياسيون ينظرون إلى قيمتها بعين الفخر والمحبة لا الاستعطاف”.
وعلى الصعيد السياسيّ، رأى مطر أن “المرحلة السياسية الحالية تتطّلب تحصين الدّاخل بانتخاب رئيس للجمهورية وبمواصلة العمل السياسي والديبلوماسيّ وصولًا إلى حل الدولتين، وفي لبنان بتطبيق القرار 1701 من الجهتين، بخاصة من الجهة الإسرائيلية”، معتبراً أن “وجود أي سلاح خارج إطار الشرعية اللبنانية لن تكون نتائجه إلّا الويلات، لا سيما في وقتٍ سمعنا فيه عمّن يغتنم الفرص في الفترة الأخيرة للكشف عن العسكرة بأجندةٍ لا تشبهنا، وهو ما نرفضه لأننا أبناء دولة، ونحن نقف خلف الجيش، وجاهزون لنكون ضمن صفوفه وبإمرته وحده بمواجهة العدو”.
ورأى أن “الطبقة السياسية في لبنان تبحث عن مصالحها ولا تعنيها مصالح البلاد والشعب”، وقال: “من طرابلس نصارحكم، لا تنتظروا من هذه الطبقة السياسية الخير للبنان، فمسار التعطيل مستمر، والبلد أصبح بلا قرار موحّد ولا دولة تُمثله، بل للأسف أصبحت الدول تخاطب حزباً واحداً خطف القرار وبات الحاكم بأمره، وآخرون يستمتعون بسياسة الحَرَد والنكايات، إنه جشع السلطة والطمع وعدم المساواة”.
واعتبر أن “ما يجري تجاه إخواننا في فلسطين وأهلِنا في جنوب لبنان أيضاً يعبّر عن جشع من نوع آخر، أيّ عن تسلط اسرائيليّ ومرض صهيوني وشخص اختار سياسة المجازر ظناً منه أن الفلسطيني سيترك أرضه، واليوم يتحدّث عن دخول رفح، ما يعني مجزرة كبيرة بحق الفلسطينيين”.
وفي ختام كلمته، تطرّق مطر إلى “الضربة الصهيونية الأخيرة التي وُجهت ضد مسؤولين إيرانيين في دمشق، وإلى الخطر الذي تتعرّض له الأردن في الفترة الأخيرة”، مشدداً على أن “المنطقة أصبحت على صفيح ساخن، فيما نحن على صفيح التعطيل، علماً أن الجنوب اللبناني أيضاً يشهد حربا، وهنا تخوّف من اتساع رقعة الحرب، بعدما فشلت الحلول في الوصول إلى هُدن، وأقل ما يقال إن من اسمه نتنياهو يجب أن يكون خلف القضبان وتحت سابع أرض على ما ارتكبه بحق أهلنا الفلسطينيين واللبنانيين”.