حزب الله
تبقى الأنظار الدولية والمحلية مشدودة إلى الجبهة الشمالية الممتدة على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.
وقد تبدّل الوضع الميداني بلجوء الجيش الإسرائيلي إلى قصف مركّز على حزب الله أدى إلى سقوط 3 من مقاتليه، وذلك ردًا على العملية التي نفّذتها مجموعة تابعة لحركة “الجهاد الإسلامي” ضد موقع للجيش الإسرائيلي قبالة بلدة الضهيرة الواقعة في قضاء صور، رغم أنّ الحزب كان قد أبلغ قيادة “يونيفيل”، كما تقول مصادر سياسية بارزة مواكبة لجهود التهدئة في الجنوب لـ”الشرق الأوسط”، بأن لا علاقة له بالمجموعة التي تسلّلت إلى داخل الأراضي الفلسطينية.
وأدرجت المصادر السياسية إصرار إسرائيل على الرد في سياق اختبارها رد فعل الحزب، من دون أن يؤدي تبادل القصف للإخلال بقواعد الاشتباك، ما دام قد بقي محدودًا ولم يبادر الطرفان إلى توسيع رقعة تبادل القصف، ما يعني أن الجبهة الشمالية تبقى تحت السيطرة على الأقل في المدى المنظور، وربما إلى حين ما سيؤول إليه الوضع العسكري على جبهة قطاع غزة وغلافها.
ولفتت المصادر السياسية إلى أن جميع الأطراف المعنية بالحرب الدائرة ما بين غزة وغلافها تعمل على استيعاب الصدمة التي أحدثتها حركة “حماس” باجتياحها المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في غلاف غزة، وقالت إنه لا يمكن التسرّع في قراءة موقف الحزب قبل أوانه، وتحديدًا من التداعيات الأمنية والسياسية المترتّبة على غزو إسرائيل قطاع غزة إذا لم تنجح الجهود الدولية والإقليمية في إقناعها بعدم الدخول إليها.
وأكدت أن الحزب على تواصل مفتوح مع رئيسي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من خلال المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل، ولا ترى أنه كانت هناك ضرورة لقيام مجموعة من “الجهاد الإسلامي” باقتحام موقع للجيش الإسرائيلي قبالة بلدة الضهيرة.
وقالت إن الحزب لن يُستدرج إلى التوقيت الإسرائيلي للبوح برد فعله، في حال أن تل أبيب قررت اجتياح غزة برًا، مع أنها تحمّله مسؤولية مباشرة عن أي عمل ينطلق ضدها من لبنان، بذريعة أن المجموعات الفلسطينية المنتمية إلى محور الممانعة لا تتحرّك إلا بالتنسيق معه، ولن تأخذ ما تبلّغته من قيادة “يونيفيل” على محمل الجد.