الجمعة 5 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 6 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحريري يزور السعودية… وسيعود بإنفراجات داخلية

اما وقد صدرت مراسيم اعادة تموضع لبنان في قلب المنظومة العربية، وفق ما تبدّى من مقررات قمة عمان التي اكدت “التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له، ولحكومته ولمؤسساته الدستورية كافة”، وذهبت الى التشديد على حق اللبنانيين في تحرير ارضهم وفي مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة واهمية وضرورة التفريق بين الارهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي، في موقف عربي متقدم أعقب الاعلان الصادر عن قمة نواكشوط الذي دان “حزب الله” وصنّفه منظمة إرهابية، فإن بوصلة الاهتمامات السياسية عادت الى الداخل وتحديدا ملف قانون الانتخاب الاكثر سخونة في ضوء ضغط المهل، فيما بقيت العين مسلطة على السعودية التي توجه اليها الرئيس سعد الحريري على متن الطائرة الملكية في اشارة بالغة الدلالات تشي بحقبة من الانفراجات قد تكون مقبلة على لبنان في وقت غير بعيد.

ترسيخ للتسوية: وازاء الليونة العربية اللافتة تجاه لبنان التي اكدت عودة المياه الى مجاريها، قالت مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” انها تدل الى رغبة الدول العربية والخليجية في ترسيخ أسس التفاهم اللبناني – اللبناني الذي أبصر النور اثر التسوية الرئاسية. ففيما قام هذا التفاهم على وضع القضايا الخلافية جانبا، وعلى رأسها سلاح حزب الله وقتاله في سوريا، للتفرغ في المقابل لحلّ المشاكل الداخلية الاقتصادية والمعيشية العالقة منذ سنوات ولإحياء نشاط المؤسسات الدستورية بما ينعش عجلات الدولة، بدا العرب، بحسب المصادر، على الموجة نفسها. فغاب “حزب الله” وانخراط عناصره في معارك في الميادين العربية كما مهاجمته الدول الخليجية، عن مقررات القمة عموما وعن تلك التي تعنى بلبنان خصوصا، تفاديا لاثارة ضجة داخلية حول هذه المواضيع التي لا إجماع أصلا عليها، قد تزعزع ركائز التسوية القائمة، واتسم بيانهم بنبرة هادئة اكتفت بالتأكيد على ثوابت “العرب” لبنانيا.

لبنان مركز حوار: وليس بعيدا، وعلى هامش اللقاءات التي عقدها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الاردن، علمت “المركزية” ان رئيس الجمهورية في لقائه مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس اثار اعتماد لبنان مركزا لحوار الحضارات والاديان فوعد بأخذ الموضوع بعين الاعتبار. وكشفت المعلومات ان وفدا لبنانيا رفيع المستوى سيتوجه الى الامم المتحدة قبل انعقاد دورتها العادية في ايلول المقبل، لتقديم طلب رسمي بذلك وان لبنان سيباشر منذ اليوم باجراء اتصالات تمهيدية لتحقيق هذا المطلب الذي من شأنه ان يرتقي به الى مصاف اممية ودولية.

مفاجآت الحريري: وفي حين عاد الرئيس عون الى بيروت بعد الظهر بعدما زار قبيل المغادرة منطقة المغطس الاثرية الدينية حيث تعمّد السيد المسيح في مياه نهر الاردن، شاكرا اللبنانيين على عاطفتهم تجاهه ومشددا على انه “سيبقى حاملاً لقضية لبنان وقضية العرب ايضاً، “لاننا ننتمي الى الامة العربية واعضاء في جامعة الدول العربية، ونأمل ان تعود الى وحدتها وفعاليتها”، اكدت اوساط سياسية مطّلعة ان زيارة الرئيس الحريري الى السعودية تحمل من الاهمية ما قد يفوق التوقعات ازاء نتائجها المحتملة، كاشفة لـ”المركزية” انه قد يعلن اثر عودته من جولته الاوروبية التي تشمل فرنسا في 2 نيسان المقبل وبرلين في 4 منه وبروكسيل في 5، موقفا مهما من شأنه اضفاء المزيد من الايجابيات على الوضع اللبناني في اكثر من مجال. وقالت ان اللقاءات التي عقدها الحريري مع كبار المسؤولين في المملكة اكدت ضرورة اعادة ترسيخ العلاقات وعودة المملكة الى قلب لبنان ان في السياسة او في الاقتصاد او السياحة والانماء، مشيرة الى سلسلة مشاريع اقتصادية سيبدأ انجازها قريبا في لبنان من شأنها انعاش القطاع في شكل عام. واضافت المصادر ان عودة الحريري ستحمل الى اللبنانيين اكثر من مفاجأة وبشرى سارة تتصل بترجمة الوعود التي قدمت للرئيس عون في زيارته للمملكة من الاقتصاد والسياحة الى المساعدات العسكرية وربما الهبة.

مناقشة الحكومة: وسط هذه الاجواء، كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب عن جلسة مناقشة عامة للحكومة الأسبوع المقبل يحدد موعدها بالاتفاق مع رئيس الحكومة. واكد عضو الهيئة النائب انطوان زهرا انها قد تكون جلسة طويلة صباحية ومسائية لاكثر من يوم. كما تم خلال الاجتماع التصديق على محضر الجلسة التشريعية السابقة التي اقر فيها عددا من مشاريع القوانين المتعلقة باتفاقيات دولية ووقعها الرئيس بري، لان هناك مهلا لاقرارها ونشرها كي لا تسقط بمرور المهل وهي خلال ايام.

حزب الله والقمم الـ13: في غضون ذلك، توقفت مصادر سياسية حزبية عند كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن “13 قمة عربية أكدت على ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” وعلى تحريرالجنوب، وما تعرض له،” في معرض انتقاده رسالة الرؤساء الخمسة السابقين، فقالت لـ”المركزية” بعيدا من الجدل حول الرسالة واهدافها ومضامينها التي لا نرى فيها الا كل خير للبنان، وللتذكير فقط، فان القمم الثلاث عشرة التي تحدث عنها الرئيس بري كانت المقاومة خلالها تضطلع بدورها المقاوم لاسرائيل، لا ذاك المنغمس في الحروب العربية من سوريا الى العراق فاليمن حيث لا ناقة للبنان فيها ولا جمل ولا تمت الى المصلحة اللبنانية بصلة بل اضرّت بها الى الحد الاقصى بفعل ما ترتب جراءها من مواقف وخطوات عربية وخليجية سلبية ازاء لبنان، ما زالت القوى الحريصة عليه تبذل جهدها حتى اليوم لاعادة ترميم العلاقات ووصل ما انقطع.

شرح الموازنة: في الاثناء، وبعيد اقرار مجلس الوزراء مشروع موازنة العام 2017، اكد وزير المال علي حسن خليل في مؤتمر صحافي أن “سلسلة الرتب والرواتب بنفقاتها ووارداتها ستدخل ضمن الموازنة فور إقرارها وقد هيئنا أنفسنا على هذا الأساس.” وكشف عن “احتمال إعادة النظر في بعض الاجراءات الضريبية التي كانت نوقشت وأقرّت”. وتعهّد بإنجاز “كل الحسابات عن المرحلة الماضية، ونحن ملتزمون إعداد مشروع قانون لقطع الحساب وإقراره، وهناك لجنة تعمل الآن وستجتمع لدرس الصيغة القانونية لهذا الأمر من دون المسّ بمنطق المحاسبة والتدقيق وأدوار الأجهزة الرقابية”. وأوضح أن “الانتهاء من الحسابات لا يعني قطع الحساب، ويجب التمييز بين هذين الموضوعين المختلفين”. وأعلن أن النمو المتوقع “يجب أن يقارب 2 في المئة”. كذلك أعلن إعداد خطة مالية لغاية 2022 تستهدف خفض العجز المالي إلى ألفي مليار، في مقابل 7001 مليار حالياً، “وستُعرض الخطة خلال الشهرين المقبلين على مجلس الوزراء لمناقشتها وإقرارها”.

تيليرسون في أنقرة: اقليميا، وغداة اتصالات روسية – ايرانية كان الملف السوري في صلبها، يحضر الاخير وملفات المنطقة، في اتصالات أميركية – تركية هذه المرة حيث وصل وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى أنقرة اليوم لاجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب اردوغان ونظيره مولود تشاوش اوغلو، علما أن تيلرسون أرفع مسؤول اميركي يزور تركيا منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مهامه في كانون الثاني الماضي. وتأتي الزيارة غداة اعلان أنقرة وفي موقف مفاجئ، انتهاء حملتها العسكرية في شمال سوريا من دون تحديد ما إذا كانت ستسحب قواتها من البلد المجاور.

 

 

 

المصدر:

الوكالة المركزية