البطريرك الراعي
اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنّ “الإنجيل يوجه النداء إلى كل مسؤول، إلى المسؤولين السياسيين المؤتمنين على الخير العام، كي يمارسوا واجب التشريع والإجراء والإدارة والقضاء والأمن وفرض الاستقرار والنهوض بالاقتصاد وتأمين فرص عمل، ووضع الشخص البشري وكرامته وحقوقه نصب أعينهم”.
الراعي أضاف خلال قداس الأحد في روما: “إنجيل المحبة والسلام مزدرى به عندنا في لبنان، بالحقد والبغض والكراهية والفساد وتدني الأخلاق والمصالح الفردية والفئوية والمشاريع المشبوهة والولاءات لغير الوطن. هذه كلها ظاهرة في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنة، على الرغم من وجود مرشحين راجحين ومرشحين آخرين قدموا ترشيحهم وبرامجهم حسب الأصول الديموقراطية”.
وتابع: “وإنجيل العدل وحقوق الإنسان مزدرى به من قبل الأسرة الدولية التي تغرق لبنان بحماية النازحين السوريين البالغين أكثر من مليونين ما عدا الولادات اليومية. يدفع لهم المجتمع الدولي معيشتهم ويؤمن لهم المواد الغذائية واللباس، ويعاكس عودتهم إلى سوريا لأسباب سياسية تختص بالسياسة الدولية تجاه الحكم في سوريا، فيما لبنان واللبنانيون يقاصصون على إنسانيتهم”.
وتابع الراعي: “معلوم أن كلفة النزوح السوري إلى لبنان بلغت منذ بداية الحرب في سوريا 49 مليار و690 مليون دولار، ساهم فيه المجتمع الدولي فقط بـ12 مليار دولار، واضطرت الدولة اللبنانية أن تدفع من خزينتها الفرق وهو حوالى 48 مليار دولار. فيا للظلم المتمادي من المجتمع الدولي تجاه لبنان. فلا بد من وضع حد لهم بعودة النازحين السوريين إلى وطنهم ليحافظوا على أرضهم وثقافتهم وكرامتهم”.
وأردف: “وإنجيل التضحية في سبيل الخير العام مزدرى عندنا في لبنان، عندما نرى مؤسساتنا الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني مطعونًا بها على الرغم من تضحياتها لضمانة السلم الأهلي، وحماية الداخل والحدود في أحلك الظروف، فإنا نقدر جهودها وتضحياتها ووحدة صفوفها، وخصوصًا عندما فرض السياسيون انقسام البلاد عاموديًا، إلى شطرين. وإنا نشجب ما يساق من اتهامات بحق مؤسسة الجيش، وندعو إلى احترامها وتأييدها وتشجيعها فهي وحدها صمام الأمان للوطن”.