مجلس النواب اللبناني
تقول مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هناك انتظارًا، لأنّ الحراك الداخلي لن يخرج بنتيجة عملانية، وهناك رهان على نقطتين أولها اللقاءات الجانبية التي يمكن أن تشهدها القمة العربية في المملكة العربية السعودية وطرح الملف اللبناني، مع العلم أنه سيحضر في أعمال القمة انطلاقًا من سلسلة قضايا أبرزها أهمية إتمام الإستحقاق الرئاسي، فضلًا عن الإشارة إلى الوضع في الجنوب. وتحدثت المصادر عن أنّ اللقاءات الثنائية من شأنها أن تخلق جوًا مساعدًا في الملف الرئاسي.
وتلفت المصادر إلى أن الجديد في الموضوع هو الحديث عن تفعيل الحوار المسيحي – المسيحي بين التيار الوطني الحر والكتائب والقوات اللبنانية، من أجل توحيد الموقف والاتفاق على مرشح، مؤكدة أنه حتى الآن لا تزال الاتصالات تدور ببطء أو تمهُّل، وليست بوتيرة سريعة، ولا يمكن القول منذ الآن أن هناك تطورًا نوعيًا حصل.
وتفيد أن المطلوب من المعارضة الاتفاق على اسم واحد. والنزول به إلى مجلس النواب عندما تتم الدعوة إلى جلسة انتخاب، ويمكن وقتها معرفة ما إذا لجأ الفريق الآخر إلى التعطيل أم لا. وتضيف: لا بد من الاتفاق على اسم سواء جهاد أزعور أو زياد بارود أو نعمة افرام.
وهنا تكشف المصادر نفسها أن النائب افرام افصح للمقربين منه أنّه يتجه إلى إعلان ترشيحه، لكنه ينتظر نتيجة الاتصالات التي يجريها بعيدًا عن الأضواء، وهذا يعني أن هناك ثلاثة مرشحين معروفين، فالوحيد المعلن هو النائب معوض، أما المرشحان اللذان لم يعلنا الأمر رسميًا فهما النائب السابق فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون، لكن موضوع العماد عون له حيثية خاصة تتصل بمشكلة تعديل الدستور وآليتها معقدة منذ الأساس وغياب رئيس الجمهورية زادها تعقيدًا.
وترى المصادر أنّ البحث يتركز على خيار ثالث، ويتقدم في هذا المجال كل من بارود وأزعور وافرام الذي كثف لقاءاته مؤخرًا، وقد يعلن ترشيحه قريبا في حال قام اتفاق حوله بين الأطراف المعنية، أي كتل لبنان القوي والقوات والكتائب وتجدد فضلًا عن النواب المستقلين.
إلى ذلك تشير أوساط مقربة من الوزير السابق جهاد أزعور إلى أنه يأمل أن يقوم أكبر إجماع ممكن حوله، لأن هدفه الأول هو العمل وتفادي أي خلافات سياسية، وبالتالي كأنه يقول أنه ليس راغبًا في أن يكون مرشح فريق واحد بمواجهة فريق آخر، وبالتالي يريد أن يكون مقبولًا من الجميع أي من المعارضة ومن فريق الممانعة.
وفي المعلومات أنه إذا أراد فريق المعارضة التكتل والاتيان بمرشح مواجهة ضد فرنجية، فإن أزعور لن يكون هذا الشخص ولا يريد الدخول في معركة مواجهة، ولا يريد أن يكون مرشح مواجهة، وعند هذه الحالة يقوم الخيار بين بارود وافرام في حال قرر الأخير الترشح.
وتفيد المصادر المطلعة أن الكلام المتداول عن قرب إنجاز الإستحقاق ليس دقيقًا بعد، وتوضح أن استحقاق تعيين حاكم مصرف لبنان الذي يعتبره الجميع أساسيًا وإنه لا بد من انتخاب رئيس الجمهورية قبل الوصول إلى الشغور في الحاكمية، فإن هناك بحثًا يتم حول ما يمكن اعتماده لتأمين استمرارية العمل في المصرف المركزي بعد انتهاء ولاية الحاكم الحالي رياض سلامة، من خلال الآلية التي ينص عليها قانون النقد والتسليف، أي أن نائب الحاكم الأول يتولى المسؤولية.
إلى ذلك، تؤكد المصادر أن المبادرة الفرنسية فُرملت وقرر الفرنسيون تدريجيًا الابتعاد عن التعاطي المباشر بملف الاستحقاق كما يفعل الأميركيون، والملاحظ أنّ حركة سفرائهم تراجعت، في حين يتحرك السفير السعودي وليد بخاري، أما الجانب القطري فيعقد لقاءات بعيدًا عن الأضواء، لكن هذا الملف لا يزال يحتاج إلى عمل جاد.