قوارب صيد
يتكبدّ الصيادون في مدينة صور مثل غيرهم مرارة الصراع الدائر في الشرق الأوسط. ففي ظلّ الاشتباكات المتقطعة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و”حزب الله” يصبح الإبحار في مناطق الصيد القريبة من هذه الاشتباكات أمرًا خطيرًا للغاية.
وقال الصياد عماد الزوزو: “وضعنا بالبحر نحنا مأساة، نحنا بالقبل ما عنا سمك، وسمكنا قليل بالبحر، وهلق (الآن) أجانا وضع الحرب والخوف”.
هذا وتضرر عمل الزوزو من جراء تداعيات الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي انعسكت توترًا وتبادلًا لإطلاق النار والقذائف بين الاحتلال وحزب الله في جنوب لبنان.
ورغم اقتصار الاشتباكات إلى حد كبير على الحدود حتى الآن، يقول الصيادون إنهم لا يبحرون سوى على بعد أميال قليلة من مدينة صور، حيث يمكن سماع دوي الانفجارات الناجمة عن القتال على بعد 20 كيلومترًا.
وقال عادل عبد، وهو صياد آخر: “الجيش عم ينبهنا ما نروح عالأماكن الجنوبية مثل البياضة والناقورة لأنها خطر.. نحنا نفسنا خيفانين الوضع الأمني مخيف”.
إلى ذلك، قال مصدر أمني لبناني إنّ الصيادين سُمح لهم بممارسة الصيد بصورة طبيعية في صور، ولكن من دون الاقتراب من الحواجز العائمة التي تفصل بين المياه اللبنانية والفلسطينية المحتلة.
ويعمل نحو ألفي شخص في مجال صيد الأسماك في صور، مركز الحضارة القديمة الذي أبحر منه الفينيقيون عبر البحر المتوسط.
ولا يستطيع سكان مدينة صور تحمل المزيد من هذه الصعاب، في ظل معاناتهم شأنهم شأن بقية اللبنانيين من انهيار النظام المالي في البلاد قبل أربع سنوات، مما أدى إلى سقوط الكثيرين منهم في براثن الفقر.
إذ تظهر أرقام الأمم المتحدة أن إنتاج الأسماك والمأكولات البحرية في لبنان يدر عائدًا يقدر بنحو 377 مليون دولار سنويًا ويمثل مصدر دخل لأكثر من أربعة آلاف أسرة.
وقال إبراهيم سويدان، الذي بدأ ممارسة الصيد منذ 40 عامًا عندما كان في العاشرة من عمره، إنه لم يمارس الصيد منذ أسبوعين بسبب الخوف على حياته، مما حرمه من جني أموال كانت ستساعده على اجتياز فصل الشتاء.
وأضاف أن قوارب الصيد لم تبحر بسبب خوف الصيادين.