النائب جبران باسيل
أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، إلى أنّه حمل إلى من تشاور معهم مجموعة أفكار، وليس مبادرة، موضحًا أنّه رأى أنّ من الضروري أن يجري حولها تفاهم وطني، لأنّها تساهم بمساعدتنا على مواجهة الحرب الكبيرة الجارية، وتؤمّن حماية لبنان ووحدته، وقد لمس أن هناك تفاهمًا عليها بنسبة عالية جدًا، أقلّه من الجهات السبعة التي التقاها، على أمل توسيع التفاهم ليشمل الأطراف التي لم يلتق بها بعد.
باسيل أضاف في مؤتمر صحافي عقده: “يتقدّم التيار الوطني الحرّ بأفكار خمسة بغية التوصّل إلى تفاهم وطني حولها:
1- الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقه في دولته ومقاومته في وجه آلة القتل والتدمير الإسرائيلية، والمطالبة بفتح تحقيق دولي حول أحداث غزّة، وخاصة بمحاسبة إسرائيل على جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين العزّل. كذلك الالتزام بالقرارات الدولية واعتماد حلّ الدولتين كحل سلمي يوفّر شروط السلام العادل والشامل.
2- التأكيد على حق لبنان بالدفاع عن نفسٍه بوجه أي اعتداء تقوم به إسرائيل، وضرورة حماية لبنان ومنع استخدام الأراضي اللبنانية كمنصّة لشن هجمات تجرّ لبنان إلى الحرب، ومنع انزلاق لبنان إليها.
3- الإسراع في إعادة تكوين السلطة تحت عنوان التوافق الوطني، وذلك عبر انتخاب رئيس إصلاحي جامع بالتفاهم وإلاّ بالانتخاب في جلسة مفتوحة، وتسمية رئيس حكومة مع حكومة وحدة وطنية تنفّذ برنامج الإصلاحات المطلوبة واللازمة وتحمي لبنان ووحدتَه الوطنية.
4- اعتبار ملف النزوح السوري أمراً ملحّاً والتعاطي معه كعنصر تفجير للبلد خاصةً في مرحلة التوتر العالي الراهنة، واتخاذ الإجراءات الفورية من قبل الوزارات والأجهزة المعنية والبلديات بغية تخفيف سريع لأعداد النازحين السوريين الموجودين على أرضنا.
5- إن لبنان بمواجهة إسرائيل معني باستعادة حقوقه وتنفيذ الثوابت التالية:
الالتزام بالقرارات الدولية وعلى رأسها الـ 1701، وبمبادرة بيروت العربية للسلام، استعادة الأراضي اللبنانية المحتلّة، تأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين، حماية كافة حقوق لبنان وموارده الطبيعية وخاصة ما يتعلّق بالنفط والغاز والمياه، وعودة النازحين السوريين إلى بلادهم”.
باسيل أكد أن “التيّار الوطني الحرّ مستعّد للقيام بأي جهد مطلوب لتحقيق هذا التفاهم الوطني، وهو منفتح على أي مبادرة أو حوار منتج ينهي الفراغ في المؤسسات ويعيد للدولة حضورَها وهيبتَها ودورَها، ويوفّر شروط الوحدة الوطنية كضامن اساسي في مواجهة الأحداث والأخطار من حولِنا. طبعاً هذا الشيء يعني استعدادنا لكسر أي حاجز والقيام بأي تحرّك أو اتصال أو جهد من شأنه أن يجمع اللبنانيين ويوحّدهم في مواجهة الحرب، ويحقّق نتائج عملية أكان بموقف موحّد ومحدّد من المواضيع المطروحة أو بأي عمل موحّد او محدّد بموضوع الرئاسة والنزوح”.
وقال باسيل: “لمست مع من تشاورت إدراكا للمخاطر العالية التي تواجه بلادنا وحرص على البلد، كما لمست ارتياحًا وتشجيعًا للخطوة التي قمت بها، على الرغم من وجود اختلاف في المقاربات وفي وجهات النظر في بعض المواضيع، إلا أن الاتفاق بديهي على:
1- حق الشعب الفلسطيني وحق لبنان بمقاومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي وحرص على أمن لبنان واستقراره ورفض أي عمل عسكري خارج ما تقوم به المقاومة من دفاع عن النفس. وهنا أسجل التقدير لتضحيات المقاومة واتقدم بالعزاء من الحزب وعائلات الشهداء بخسارة اطيب الشباب.
2- في موضوع النازحين السوريين، أبلغت بالتفصيل رئيس الحكومة أن اجهزة الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية بإمكانها أن تتخذ إجراءات محدّدة ذكرتها له، من شأنها الحدّ من تدفق المزيد من النازحين وضبط أوضاع الموجودين منهم ومنعهم من مخالفة القوانين ومعاقبة من يقوم بذلك. وكذلك تم الإتفاق مع الكتل على دعم البلديات في ضبط الأوضاع داخل نطاقها وسنحاول القيام بعمل مشترك لهذه الغاية.
3- أمّا في موضوع إنتخاب رئيس للجمهورية، فإن الجميع يسلّم بضرورة إنجاز هذا الاستحقاق، وأبديت للجميع الاستعداد للبحث بانفتاح ومرونة في أسماء شخصيات جامعة ومؤهلة لتولي المنصب، ومع إحتفاظي بما سمعته من كل طرف، أؤكد أن الظروف مهيّأة لمقاربة رئاسية جديدة، ولن يكون سهلاً على أحد أن يتحمل مسؤولية إستمرار الفراغ الرئاسي الذي بات سبباً مباشراً لتفكك الدولة، أمّا الكلام الذي تناوله الإعلام بشأن الشغور المحتمل في قيادة الجيش، فأنا لم اطرحه على أحد، انما طُرح عليّ من بعض من التقيتهم واعطيت جوابي الواضح حول وجود حلول قانونية.
وشرح باسيل: “يبقى ما سمعته من تعليقات سلبية، لن أتوقف عندها، بل أصرّ على المضي في إيجابية التحرّك وأدعو جميع المسؤولين الى التفكير بما طرحت واذا لا، فالتقدم بأفكار إيجابية لحماية بلدنا وتحصين وحدتنا الوطنية، والخروج من عقلية التمترس وعزل الذات. وبقدر ما نرفض ونشجب ممارسات قام بها بعض المتظاهرين على طريق عوكر، فإننا نرفض الردود الإنفعالية العنصرية ضد شعب أو بشرة أو عرق أو ثقافة، فهذه ليست من قيمنا الإنسانية ولا من تعاليمنا المسيحية، ومن يقوم بها لا يشبهُنا. ما يشبهُنا هو الانفتاح والتسامح وتقبّل الفوارق، وسعينا للعيش معاً تحت سقف التنوّع والحريّة واحترام الخصوصيات والحفاظ على الذات وعلى الكرامة الوطنية والإنسانية”.