أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي “استمرارية الاستهتار بعمل المؤسسات الدستورية والاستقرار السياسي، واستهتار النواب بواجباتهم الدستورية وفق المادة 74 من الدستور اللبناني، الأمر الذي أدّى إلى كوارث على الصعد كافة”.
بو عاصي قال في حديث لموقع “نداء الوطن” الإلكتروني: “لا علاقة لما يحصل في الجنوب بالتعطيل الحاصل للانتخابات الرئاسية، لأنّ تعطيل المؤسسات ومحاولة فرض رئيس بالقوة، حصل قبل أحداث الجنوب، سواء تحت ما يسمى بالحوار، أو من خلال إقفال مجلس النواب من قبل الرئيس بري من دون وجه حق، وللتذكير ألا صلاحية لبري بهذا الإقفال، وهذا ما نسمّيه ضربًا بالعمق للثقافة الديمقراطية، وهنا نتخوّف من استمرار هذا التعطيل مع العام الجديد، وعندما يطبق الدستور بشكل استنسابي نصبح في حالة الفوضى العارمة كالتي نشهدها اليوم بأداء الطبقة السياسية”.
وتابع: “صلاحيات الرئيس بري بحسب المادة 5 من النظام الداخلي، تنصّ على ترؤّس الجلسات، تمثيل المجلس، الحرص على الأمن في حرم المجلس واحترام الدستور والقوانين وبالتالي أين الحقّ للرئيس برّي بإقفال أبواب المجلس”؟
وحول المبادرة القطرية وطرح اسم اللواء الياس البيسري، اعتبر بو عاصي أن “أي مقاربة رئاسية تأتي ضمن المصلحة الوطنية العليا”، وقال: “كل المبادرات الفرنسية والعربية مشكورة ونتعامل معها ضمن المصلحة الوطنية، وحتى الساعة “القوات اللبنانية” لم تتّخذ أي قرار بشأن اللواء البيسري، والقرار سيصدر بعد اجتماع الهيئة التنفيذية للحزب إذا طُرح”.
ولفت إلى أن “اختيار أي شخصية للرئاسة يجب أن يكون ضمن البنود العشرة التي وضعناها قبيل دعم الرئيس ميشال عون، والتي تمثل الثوابت الوطنية لحزب القوات، وهنا ويجب التنبه لأمرين، الأول الالتزام بالثوابت، والأمر الثاني والأهم هو احترام تلك الثوابت على عكس ما حصل مع الرئيس ميشال عون والصهر جبران باسيل بحيث لم يلتزما بميثاق الشرف”.
وعن جلسة التمديد للعماد جوزاف عون وإمكانية وصوله إلى الرئاسة، أكّد “فصل القوات بين هذين الشقّين، بحيث أن القوّات سعت للتمديد منعًا للفراغ في المؤسسة العسكرية، ونظرًا للخبرة التي يتمتّع بها العماد عون بعد 6 سنوات خصوصًا في ظل الوضع المتفجر في المنطقة، ومن منطلق ألا تعيين في غياب رئيس”، معتبرًا أن “وصوله إلى الرئاسة مرتبط بالثوابت الوطنية وضرورة تطبيقها”.
وفي ما يخص شخصية المعارضة الرئاسية، أشار إلى أن “الوزير السابق جهاد أزعور لا يزال مرشح المعارضة ولكن إذا ظهر أي شخص، يتمتع بالمواصفات التي تراها “القوات” مناسبة، وقادر على تطبيق الثوابت الوطنية، ويمكنه الحصول على عدد أكبر من الأصوات، عندئذٍ يدرس الترشيح داخل الحزب، بالتواصل مع الأفرقاء السياسيين”.
كما رأى بو عاصي أن “رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يعزل نفسه عن المكونات الأخرى، فحليفه الأساسي هو حزب الله ولكن مصالحهم الرئاسية اليوم متباعدة، وبما أن باسيل ورث منطق لعبة السلطة، فإنه يريد رئيساً تابعاً له فقط لا غير، الأمر الذي ظهر جلياً عندما وصف قائد الجيش بـ”قليل الوفا”، وقال “باسيل بيطلع عالسطح وما عندو سلّم لينزل، وهذا المسار مرتبط بشخصيته وليس فقط بعمله السياسي”.