عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، اجتماعًا موسعًا، اليوم، في دار الطائفة في بيروت، ترأسه شيخ العقل سامي أبي المنى، بمشاركة النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ووزراء ونواب وأعضاء المجلس المذهبي وفاعليات وشخصيات روحية، وذلك لمناقشة الأوضاع الراهنة.
أبي المنى أشار في كلمة له، إلى “ضرورة لجم آلة القتل والتدمير والإجرام الإسرائيلية بحق الأبرياء سريعًا، ووقف التمادي في اغتصاب الحقوق وانتهاك الكرامات والمقدسات، ولنوجه صرخة للعالم ولعواصم القرار ليتحركوا من أجل الاتفاق على حل عادل للقضية الفلسطينية بعيدًا عن الهيمنة والقهر وسفك الدماء، والحل العادل لا يكون إلا بالاعتراف بحقوق هذا الشعب وحماية كرامته ونبذ التعصب والعنصرية ورفض الاحتلال وطرد شبح الحرب من سمائه والاعتراف بحقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة والمطلقة السيادة على أرضها، فيتمكن الشعب الفلسطيني إذ ذاك من ضمان مستقبل أبنائه ويتمكن اللاجئون منه من العودة الكريمة الى ديارهم وينعم الجميع بالاستقلال والازدهار”.
وأضاف: “أمام هذا الواقع الميداني المعقد ودوامة العنف المتصاعدة وردة الفعل الوحشية على غزة، طالبنا المجندين العرب في الجيش الإسرائيلي بالامتناع عن المشاركة في قتال إخوانهم الفلسطينيين وفي حرب الإبادة المدمرة، وحيينا المعروفيين الأحرار الراسخين في أرضهم وهويتهم، وأمام المناوشات الحاصلة في جنوب لبنان، والتحليلات المتضاربة حول احتمال توسع الحرب، قلنا بواجب الدفاع عن الوطن إذا ما تم الاعتداء عليه، ولكن ناشدنا المقاومين المجاهدين كما ناشدهم وليد بك بألا يستدرجوا إلى الحرب لأن كلفتها ستكون باهظة جدًا على بلد كلبنان، يعاني ما يعانيه من فراغ رئاسي وتشتت سياسي وانهيار مالي واقتصادي، إذ هو بحاجة الى علاج داخلي قبل أن يدخل في علاج الخارج، مع الاحتفاظ بهيبة المقاومة والاستعداد لأي طارئ، وإذاك فكلنا نكون معنيين بواجب الدفاع والاحتضان والوحدة الوطنية”.
وقال: “إننا ندعو إلى مواجهة الأزمة بتماسك داخلي على مستوى الطائفة، وبتلاق وطني لتحصين الداخل اللبناني وتفادي الانهيار الشامل، بإزالة العوائق المصطنعة أمام انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإجراء التعيينات الأساسية في المواقع الحساسة، وأولها في رئاسة الأركان لجيشنا الوطني، علنا نستطيع أن نواجه المرحلة الصعبة والمجهولة الأفق بمزيد من الوعي والإرادة الصلبة، وبمواكبة ما أطلقه وليد بك من نداءات ومواقف وطنية، ومن استعدادات تنظيمية وعملية لاستقبال النازحين إذا ما وقعت الواقعة وسيطر جنون الحرب على رؤوس الأعداء وكان لا بد مما هو غير مستحب”.