عدسة صوت بيروت إنترناشونال تدخل قلب مخيَّم عين الحلوة الأكبر في لبنان والذي يضمُّ أكثر من ثلاثة وستين ألف لاجئ فلسطينيّ مُسجَّل، بحسب بيانات الأمم المتحدة، والذي اشتعلت فيه اشتباكات دامية بين مجموعة مِن حركة فتح، وعدد من العناصر المنتمين لجماعات إسلامية، وهذه المشاهد التي رصدها مراسلُنا هي لمسجد الشهداء في حيّ الصفصاف في المخيم، والذي يعتبر المركز الرئيسيّ لعصبة الأنصار التي لم تشارك في التوتر الحاصل، وقد تركت الاشتباكات المسجد في حالة دمار واسع ممتلئاً بثقوب الرصاص الثقيل.
وقد تمكن مراسلنا من الدخول للمخيّم، حيث رصدت كاميرا صوت بيروت إنترناشونال أيضاً في لقطاتٍ حصريَّة للمخيّم كيف انتشر الخراب وبقايا الحجارة المكسّرة وفوارغ الرصاص في أزقّة المخيّم حيث استخدمت القذائف والرشاشات خلال الاشتباكات، في الوقت الذي وجهت فيه السلطات اللبنانية تنبيهات لأهالي مدينة صيدا تدعوهم فيها إلى التزامِ الحيطة والحذر وتجنّب التجوال في المناطق المجاورة للمخيّم، بسبب تساقط الرصاص الطائش وعشوائيّة القذائف الصاروخية المستخدمة والتي أصابت إحداها ثكنة عسكرية للجيش اللبناني.
ويبدو جليّا حجم الدمار الذي أصاب كافّة مناطق المخيّم، والحرائق التي اشتعلت في عدد كبير من المباني، في مؤشّرٍ واضح على عنف الاشتباكات وتوسّع رقعتها، ورغم المساعي الحثيثةِ للفصائلِ الفلسطينية مِن أجل التوصّل لاتفاق عاجل لإطلاق النار، إلّا أنّ أزيز الرصاص يتجدد في المخيم بين الفينة والأخرى.