في حين ينفض لبنان غبار الحرب عن كاهله يستعد لاستقبال الأعياد بالرغم من كل شيء لأنه بلد الحياة و الصمود و التحدي و الأمل والمحبة و السلام على أن تكون الأعياد فرصة للنهوض و الإصلاحات و الاستقرار السياسي و الأمني،وأن يعود السياح و المغتربون لتمضية الأعياد في ربوع لبنان الجميلة و الخلابة.
في السياق لفت رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر في حديث لصوت بيروت إنترناشونال أنه لا يوجد تحسن منظور بالنسبة للحركة في الفنادق لأنه تبع وقف إطلاق النار مباشرةً سقوط نظام الأسد في سوريا وهذا أثر على الحركة في لبنان سيما و أن الشعب السوري عادةً كان يسافر عبر لبنان بعد إقامته لعدة أيام في فنادق لبنان بينما الاضطرابات التي حصلت في سوريا أصبح السوريون و الذين هم أغلبيتهم من الموالين للنظام ينتقلون مباشرة من سوريا إلى لبنان و من لبنان إلى بلد آخر دون الإقامة في لبنان.
ورأى الأشقر أن الأوضاع المتوترة في المنطقة من لبنان و سوريا إلى الأردن تمنع السياح من التفكير بتمضية فترة الأعياد لافتاً إلى أن الحركة في لبنان تقتصر على المغتربين اللبنانيين الذين لا تتعدى نسبتهم الخمسين بالمئة عما في السابق والسبب أن بعد وقف إطلاق النار و عندما قرر المغتربون المجيء إلى لبنان في اللحظة الأخيرة وجدوا أن أسعار تذاكر السفر ارتفعت بشكل كبير ” و هذا أمر طبيعي لأن كل شركات الطيران في العالم ترفع الأسعار مرتين وثلاثة عندما يتم الحجز في آخر دقيقة”.
وفي حين لا يتوقع الأشقر أن يكون هناك قدوم كبير للزائرين إلى لبنان، لفت إلى أنه ليس هناك حفلات كبيرة تجذب الناس في الأعياد بحيث لا يوجد فنانون درجة أولى و درجة ثانية بل هناك حفلات درجة ثالثة و درجة رابعة التي لا يُعوّل عليها لنجاح و تحسن موسم الأعياد.
وأسف الأشقر لأن كل القضايا السياسية و الأمنية و الوضع العام و عدم الاستقرار على جميع الصعد تؤدي بالتالي إلى عدم الاستقرار السياحي ولا تشجع للمجيء إلى لبنان لافتاً أنه عندما حصل وقف إطلاق النار ارتاح الناس لكن لم يتبين لدينا كأصحاب فنادق أي تحسن يذكر بل من المتوقع أن نشهد حركة في المطاعم والملاهي والمحلات التجارية أكثر بشكل كبير من الحركة في الفنادق والشقق المفروشة.
ورداً على سؤال حول نسبة الحجوزات، أشار الأشقر إلى أن الأرقام متفاوتة فمثلاً باتجاه مناطق التزلج نجد أن هناك تحسن في الحركة أكثر بكثير من المناطق الأخرى مؤكداً أن التحسن لا يتجاوز 5% أو 10% على مستوى كل لبنان أما على مستوى مناطق التزلج قد يصل التحسن إلى 40 أو 50% بحيث قد تنشط الحركة ليلة رأس السنة بالذات بينما في بيروت لا يتجاوز التحسن الـ 5% سيما و أن هناك كثافة فنادق في المدينة.
وإذ أكد الأشقر على عدم التعويل على موسم عيدي الميلاد ورأس السنة لفت إلى أن التعويل من أجل نجاح أي موسم سياحي هو على انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة وقادرة على تطبيق الإصلاحات ومصالحة و إعادة العلاقات مع الخليج العربي ورفع الحظر من قبل الدول الغربية من المجيء إلى لبنان، و عندها نسلك طريق العودة إلى الخريطة السياحية الإقليمية والدولية، متمنياً أن تتحقق هذه الأمور قبل موسم الصيف.