التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض، في حضور رئيس جهاز “الإعلام والتواصل” في الحزب شارل جبور، وقد تباحث المجتمعون في آخر التطورات في البلاد.
وعقب اللقاء الذي دام قرابة الساعة، أكّد محفوض أنه “لا يمكن بتاتا تجاهل الكلام الذي أدلى به نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، ولا يمكن إلا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح”، مشيراً إلى أنه “من الواضح أن الرجل لا يزال يكابر ولا يزال يعتبر أن شيئاً لم يحصل، وليس هناك ضحايا وشهداء ودمار وجنوب أصبح اليوم فارغا من أهله، وهذا ما يعتبر انسلاخاً عن الواقع”.
ولفت محفوض إلى أن “الجديد في كلام قاسم هو أنه يريد من الناس أن تحمي المقاومة، فيا شيخ نعيم نحن نحمي المقاومة اللبنانيّة ولا نحمي أي مقاومة إيرانيّة، وما يحصل اليوم في لبنان هو مواجهة مفتوحة وتصفية حسابات بين إيران واسرائيل على أرض لبنان وبأجساد اللبنانيين والدم اللبناني”.
وتابع: “نحن لدينا مشروع، ومشروعنا لبناني، لذا نعتبر أنه لا يمكن إنقاذ وطننا سوى من خلال المشروع اللبناني، وأي مشاريع أو اتفاقات عنفيّة أو تغيّب الآخر أو تغلّب فئة على أخرى، كما فعلتم في السنوات الثلاثين الماضية، فهي حتماً ستودي إلى النتيجة التي وصلنا إليها. وقد حاول الجميع واصطدموا بحائط مسدود، لذا نحن اليوم أمام فرصة تاريخيّة، على الرغم من العدوان ولغة القتل السائدة، في أن نذهب في اتجاه كلمة سواء، لذا تعالوا لنستفيد سويّا من تجاربنا كلبنانيين ولنحمل جمهوريّتنا ونصل بها إلى بر الأمان، فالسلاح دمّركم وأصبح اليوم عبئاً عليكم وعلى بيئتكم أكثر مما هو عبء على باقي اللبنانيين، وإذا ما رأيتم اليوم أن لبنان فيه خيرات فهذه الخيرات ستعم الجميع وستكون لجميع اللبنانيين”.
واستطرد: “اقتنعوا بأن لا الإيراني ولا السوري باقٍ لكم وإنما أبن بلدكم، وهذا المشهد المخزي لدى بشار الأسد، هو اليوم خير دليل على ذلك، فهو رآكم بأم العين تقتلون وتذبحون وتقصفون وتدمرون ووقف ضاحكاً يرقص على قبور الشهداء والضحايا، فكل حزب يفرض هيمنته ويسيطر ويستأثر بالسلطة مدعياً أنه أكبر من لبنان سيسقط كما حصل معكم اليوم. وللتاريخ أقولها نحن لم نكن نتمنى هذا الأمر في أي يوم من الأيام، ولم نتمنَّ أن تكون النهاية على الشكل الذي نراه، لا بل بالعكس فنحن مددنا يدنا ولا نزال نمدها ونقول إن كل ما قام به الإسرائيلي منذ النكبة إلى النكسة، من الـ48 إلى الـ67، وكل التهجير ليس سوى جزء صغير من الذي يحصل لنا اليوم”.
وقال: “عليكم أن تمتنعوا عن الدجل على الناس، إذ لا يمكنكم الإستمرار على المنوال ذاته، ونحن حقناً للدماء واحتراماً للضحايا وحرمة الموت لا نذهب ابعد في السياسة، وإنما جل ما نقوله أننا في هذه اللحظة يجب أن نبني لبنان من جديد، نريد رئيساً للجمهوريّة ولكن بطبيعة الحال لا نريده شبيهاً بالرؤساء التي صنعتموهم او بالرئيس الذي كنتم تحاولون صناعته، نريد رئيساً يحمل لبنان وديعة بين يديه وينقله من مكان إلى آخر، حيث لا يكون فيه سلاح خارج إطار الشرعيّة اللبنانيّة المتمثلة بالجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية. أما بالنسبة لتطبيق الـ1701 فهذا واقع حكماً وحتماً، لكنه غير كاف، فأنا لا يعنيني في هذا الإتفاق أن أريح الإسرائيلي وأجبر “حزب الله” على التراجع إلى الداخل اللبناني، أنا كلبناني،اقول : “60 سنة إذا الإسرائيلي بيرتاح أو ما بيرتاح”، وانطلاقاً من هذا الأمر ننادي بتطبيق الـ1559 والـ1680 والـ1701 معا، لتكون المرحلة المقبلة مرحلة إنقاذيّة حقيقيّة للبنان”.
وختم: “إن المؤتمر الذي عقد في معراب الأسبوع الفائت هو خارطة طريق وليس موجهاً ضد أحد وإنما هو لغة إنقاذيّة جديدة، وأطلب من الجميع تلقفها وتفهمها لكي نترجمها عملياً، لأن هذا المؤتمر ليس لحزب “القوّات اللبنانيّة” وإنما للبنان، وعلى الأقل القوات حاولت وبادرت، إلا أن البعض في المقابل لم ير فيه سوى من لم يحضروا، في حين أن هذا الامر ليس مهماً أبداً، “يللي بيجي أهلا وسهلا، واللي ما بيجي نحنا مكملين فيه وبلاه”، هذه المقررات وطنيّة لإنقاذ لبنان على مساحة الـ10452 والأبواب ما تزال مفتوحة في وجه الجميع وليست موصدة أمام أحد، فعلى الأقل هناك من حاول أن يقوم بشيء ما، و”السؤال موجّه لكم ماذا أنتم فاعلون؟”.