نعمة محفوظ
منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان تتكرر الهواجس والمخاوف على العام الدراسي، لا سيما في القطاع الرسمي الذي طالته الأزمة بشكل كبير، حتى أصبحت المدرسة الرسمية مهددة بالزوال، نتيجة فقدانها لأبسط مقومات الوجود، إن كان لجهة متطلبات المدارس أو لجهة تراجع قيمة رواتب الأساتذة غير القادرين على الوصول إلى مدارسهم.
هذا الوضع في المدارس الرسمية قد يؤدي إلى نزوح الطلاب إلى المدارس الخاصة لكن التعليم الخاص أيضًا لم يسلم من تداعيات الأزمة، وجزء كبير من الأساتذة لا يتقاضون رواتب لائقة بالرغم من دولرة الأقساط.
في هذا الإطار، أشار نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوظ في حديث لـ “صوت بيروت إنترناشونال” إلى أنّه من المفروض أن تفتح المدارس الرسمية في موعدها، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن أي إضراب، لافتًا إلى أنّ الروابط أعلنوا أنه إذا لم تصرف الحكومة الـ ٥٠٠٠ مليار لوزارة التربية من أجل إطلاق العام الدراسي فالأساتذة لن يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم.
وتساءل محفوظ إذا لم تُعط الدولة مقومات بالحد الأدنى للمعلمين تمكنهم من دفع فاتورة الكهرباء وتعبئة البنزين وشراء الدواء وتأمين الإنترنت، كيف سيتمكنون من الذهاب إلى المدارس؟ مشيرًا إلى أنّ موضوع صرف الـ٥٠٠٠ مليار عالق عند المصرف المركزي ووزير المالية.
وردًا على سؤال حول “هل أدى رفع الأقساط إلى تراجع نسبة الطلاب في المدارس الخاصة”؟ قال محفوظ: لا وبالعكس هناك تخمة من الطلاب في المدارس الخاصة لأنه لا يوجد بديل بالرغم من دولرة الأقساط، لأن القطاع الرسمي يمر بأزمة مما يدفع الأهالي لتسجيل أولادهم في المدارس الخاصة مهما كانت الأقساط، لافتًا إلى أنّ الدولرة لم تقتصر على أقساط المدارس، بل طالت كل شيء في حياة الأهالي من كهرباء وإنترنت وسوبرماركت.
وكشف محفوظ أن هناك بعض المدارس تستغل الأزمة وعمدت إلى رفع الأقساط وفي المقابل تُعطي الفتات للمعلمين، وهذا الأمر سيؤدي إلى مشكلة لأن الأساذة لن يدخلوا إلى صفوفهم وسيُضربون ونقابة المعلمين في المدارس الخاصة ستُغطي إضرابهم، رافضًا وضع كل المدارس في نفس السلة إذ إن هناك مدارس محترمة وهي تعطي جزءًا من الحقوق للمعلمين.
وأكد محفوظ ردًا على سؤال عن أن الأزمة أثرت على المدارس في القطاع الخاص، لافتًا إلى أن ٢٠٪ من الكفاءات التربوية تركوا التعليم، والمعلمون إما سافروا و إما ذهبوا إلى مهن أخرى، فالمهنة سواء في التعليم الخاص أو الرسمي إذا لم تُعيل هؤلاء الأساتذة لماذا سيبقون فيها؟
كما كشف محفوظ عن أن هناك العديد من المدارس يطلبون أساتذة في عدة مواد ولا يجدونهم لأن هذه المهنة لم تعد جاهزة للكفوئين وهذا الأمر سيؤثر على الإنتاج التربوي وعلى الأداء والمستوى، وبالتالي هذه الأزمة “تطحن” كل القطاع الرسمي والخاص.