المبنى المستهدف في الضاحية الجنوبية (النهار)
جريمة معادية نفّذتها “إسرائيل” أمس مع اغتيال نائب رئيس حركة “حماس” صالح العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت، ما يُعد تصعيدًا كبيرًا في سياق الحرب المندلعة في غزّة، والجبهة في الجنوب، وستكون الأنظار متجهة في الوقت الحالي إلى الرد على هذه العملية، أكان لجهة هوية الفصيل الذي سيرد أم الموقع.
من المعروف أن العاروري هو أحد أبرز قيادات “حماس”، وأحد مهندسي سياسة “وحدة الساحات”، ومنسّق العلاقات بين الحركة وإيران و”حزب الله”، وهو يعقد اجتماعات دورية مع الأمين العام للحزب حسن نصر الله، ويستقدم التمويل للحركة، ما يُشير إلى حجم دور وتأثير العاروري، وحجم العملية الإسرائيلية التي تخطّت حدود القرار 1701 ومحاذير قصف الضاحية الجنوبية.
اغتيال العاروري يندرج ضمن سياسة الاغتيالات التي كان من المرتقب أن تُطلقها “إسرائيل” بعد بدء حرب غزّة، وهي كانت قد توعّدت قادة “حماس” مرارًا وتكرارًا، وعلى رأسهم العاروري ورئيس الحركة في غزّة يحيى السنوار، بالإضافة إلى قائد “القسّام” محمد الضيف، وبالتالي فإن هذه العملية قد لا تكون الأخيرة.
أما وفي سياق الرد، فإنّ مجموعة احتمالات مطروحة، منها تنفيذ “حماس” عملية انتقامية من غزّة، أو تنفيذ عملية من الحدود الجنوبية، أو حتى تنفيذ “حزب الله” عملية رد، حيث كان نصر الله قد حذّر قياديي إسرائيل في وقت سابق من استهداف قادة الفصائل الفلسطينية في لبنان، وقال إنّ هذه العمليات لن تبقى من دون رد، وسيكون حديث نصر الله اليوم محط انتظار.
واللافت أن المحظور وقع مع احتمال عودة المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين.
في المحصّلة، فإن منسوب السخونة في لبنان والمنطقة يرتفع، وبعد التهديدات الأمنية في البحر الأحمر، ها هو لبنان ساحة للصراع، بانتظار ما ستفرزه الأيام المقبلة.