رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا ضم الوزراء المعنيين بخطة لبنان للاستجابة للأزمة التي يمر بها بمشاركة الامم المتحدة والدول المانحة، قبل ظهر اليوم في السرايا.
شارك في الاجتماع نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي ووزراء: التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي ،المال يوسف الخليل ، الصحة فراس الابيض ، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار،الطاقة وليد فياض ، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن والبيئة ناصر ياسين، وسفراء عدد من الدول اضافة الى ممثلين عن المنظمات الدولية والإنسانية.
الرئيس ميقاتي
وقال رئيس الحكومة في بداية الاجتماع: يتعرض لبنان لعدوان مستمر، في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي.حتى اليوم، استشهد حوالى 2400 شخص ، وأصيب أكثر من 10 آلاف شخص آخرين ، ونزح حوالي مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل ، ولا تزال الخسائر في ارتفاع مستمر.
و أضاف: في هذا الظرف العصيب من الضروري المضي قدمًا في تنفيذ خطة الاستجابة اللبنانية لتعزيز الخدمات العامة وضمان دعم المؤسسات اللبنانية بشكل كافٍ، إلى جانب تقديم المساعدة الإنسانية الفورية.
وقال:يعيش لبنان واحدة من اخطر الازمات وبات لديه أعلى معدل للنازحين دوليًا وليس في استطاعته لوحده توفير الاحتياجات الأساسية لجميع السكان المعرضين للخطر على أراضيه في الأمدين القريب والمتوسط. وبالتالي فإن المساعدة المقدمة من المجتمع الدولي، كما تم تقديرها وانعكاسها في خطة الاستجابة تشكل أهمية قصوى وأولوية قصوى في الظرف الراهن.
الممثل المقيم للأمم المتحدة
ثم تحدث الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا فقال فقال:”في هذه الأوقات غير المستقرة، لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر أهمية من العمل معًا لضمان متابعة أهدافنا باستمرار، وتحديد الأولويات وضمان الشفافية والمساءلة ضمن الاستجابة.:
و أضاف: “النتيجة المرجوّة من اجتماع اليوم هي الإشارة إلى موافقتنا المشتركة على تنفيذ خطة الاستجابة للبنان، والاتفاق على العمل معًا كلجنة توجيهية لضمان الإشراف الاستراتيجي على الخطة المشتركة. أمامكم الآن مسودة الشروط المرجعية للجنة التوجيهية لخطة الاستجابة للبنان للموافقة عليها، وكذلك المقدمة للخطة. إن نيتنا ليست الدخول في تفاصيل مسودة الخطة العامة واستراتيجيات القطاعات التي تم مناقشتها سابقاً. بدلاً من ذلك، سنحتاج قريباً إلى البدء في مراجعة كاملة للخطة ،اعتباراً من الشهر المقبل، لتعديل كل الاستراتيجيات والأهداف والأولويات والميزانيات المرتبطة بها، في ضوء الوضع المتغير بسرعة. من الضروري أن يتم ذلك من خلال عملية منظمة تضم جميع أصحاب المصلحة، مع المشاركة الكاملة للوزراء وبقيادتهم.”
وزير الشؤون الاجتماعية
تحدث وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار فأشار الى أنه في اطار خطة لبنان للاستجابة تلعب الحكومة اللبنانية بواسطة وزارة الشؤون الاجتماعية الدور الأكبر من خلال قيادة التنسيق وتقديم المساعدات المنفّذة للحياة للفئات السكنية الأكثر هشاشة وتأمين الحياة الاجتماعية لهم ودعم المشاريع التنموية للمجتمع اللبناني المضيف بالتعاون مع الجهات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية الموجودة في لبنان.
ولفت الى أن مقاربة الحكومة تنطلق من معايير وطنية واستراتيجية حفاظاً على وحدة لبنان وسلامة أراضيه في ظل عدوان اسرائيلي يعمل على قصف الأحياء السكنية المكتظة وقتل المدنيين ضاريا بعرض الحائط القانون الدولي الأنساني.
نقيب الاطباء
واستقبل رئيس الحكومة،في حضور وزير الصحة الدكتور فراس الابيض،نقيب الأطباء يوسف بخاش على راس وفد من نقابات المهن الصحية .
بعد اللقاء قال النقيب بخاش :”وضعنا دولة الرئيس ميقاتي في اجواء كل المشاريع التي تقوم فيها نقابات المهن الصحية وخاصة لمواجهة التحديات الكبيرة التي يعاني منها القطاع الصحي والاستشفائي .وخلال هذا الاجتماع ناقشنا في عدة مواضيع. الاول يخص القطاع الاستشفائي الذي استقبل منذ 17 أيلول وحتى اليوم أكثر من 11 الف مصاب ، تمت معالجتهم ، ولكن علينا كقطاعات معنية التفكير بهذا القطاع والوقوف الى جانب هذا القطاع الاستشفائي الذي خرج من أزمات عدة وهو مستمر بواجباته ، وخاصة في ظل استمرار العدوان على لبنان كما ان عدد الجرحى في تزايد مستمر . أما الموضوع الثاني الذي بحثناه مع رئيس الحكومة فيتعلق بجرحى الحرب ونحن كأطباء ومستشفيات استطعنا حتى اليوم معالجتهم ، ولكنهم بحاجة لمتابعة وعلاج وجراحات ترميمية وتأهيل جسدي ونفسي.ووضعنا أمام رئيس الحكومة المقترحات والسبل اللازمة للوقوف الى جانب هؤلاء الجرحى الذين يحتاجون إلى مسار طويل من العلاج، ربما أسابيع او أشهر او وسنوات . والأمر الأخير الذي تحدثنا فيه هو موضوع النزوح وتخطي عدد النازحين المليوم ومئتي الف لبناني وهناك مشاكل صحية بدأت تظهر في مراكز الايواء خصوصا اننا على ابواب فصل الشتاء ، ووضعنا كل خبراتنا وقدراتنا بتصرف الحكومة ووزارة الصحة.نحن نفكر سويا في آلية عمل للوقوف إلى جانب جميع المتطوعين كي تصل الخدمة إلى كل النازحين والمواطنين”.
وزير العمل
كما اجتمع رئيس الحكومة مع وزير العمل مصطفى بيرم الذي قال :”اجتمعنا مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي واطلعنا منه على آخر التطورات والاتصالات والى اين وصلت إليها وكانت تأكيد على أهمية الصمود اللبناني ووقف إطلاق النار كأولوية أساسية في هذا المجال، وأكد دولة الرئيس إلتزام لبنان بالقرار 1701، وأنه يعمل على حماية لبنان وصيانة المجتمع اللبناني كافة والاستجابة لمتطلبات النازحين. ثم انتقلنا إلى اجتماع مهم وهو اجتماع يتعلق بإطلاق خطة الاستجابة الوطنية في لبنان وأكدنا لهم اننا استيقظنا اليوم على مجزرة قانا الثالثة والعديد من المجازر، ثم ونحن نتكلم معكم ها هم يضربون النبطية بخمس عشرة غارة ويضربون المباني والأبنية على أهلها الآمنين، وأيضا يقتلون رئيس البلدية وعدد من أعضاء المجلس البلدي المنتخبين قانونا أمام ضمير نائم. هكذا قلنا لهم أمام ضمير نائم أمام مجتمع دولي لا يحترم الضعفاء لذلك قلنا لهم لا خيار لنا إلا أن نصمد وإلا أن نكون أقوياء، قد تستطيعون قتل أجسادنا وتدمير بيوتنا ، لكن لن يستطيع أحد أن يدمر إراداتنا. ”
أضاف :” لبنان يواجه عدو مجرم لا يترك لنا خيارا إلا الصمود، وهذا الصمود سيتراكم لنكون أمام عملية إفشال لاهداف هذا العدو الذي يريد استعبادنا، لذلك علينا الصمود، ونحن موجودون في ارضنا. نحن روح هذه الأرض وأساسها واصحابها، نحن كل عنوان للخير في هذه الأرض لم يسقطنا أحد .”
وردا على سؤال عن مسار المفاوضات لوقف اطلاق النار قال:” المطلب اللبناني الاساس هو العمل على وقف إطلاق النار هذه الأولوية اللبنانية لدى كل اللبنانيين وقف العدوان الإسرائيلي ، وما يجري في المطابخ فإن الرؤية لم تكتمل بعد في هذا المجال ، وبالنسبة الى الاسرائيلي فهو إلى الآن لم يستطيع أن يحقق أهدافه ، ويجب التمييز بين امرين، وجع الناس وهذا أمر طبيعي وإجباري وكلنا يعاني منه ،بيوتنا أغلى شبابنا أغلى ناس و أطفالنا، وما بين تحقيق اهداف العدو ، فكل يوم من الصمود يؤثر على الإسرائيلي لان أهداف الالغاء وإبعاد المقاومة الى شمال الليطاني و أهدافه منع إطلاق الصواريخ وهو يريد القضاء على الفلسطيني واللبناني ومن كل القوى الحية في هذه المنطقة، ليكون هو درة تاج هذه المنطقة اقتصاديا ، ولكن نحن ابناء هذه الارض وسنبقى فيها والاحتلال إلى الزوال إن شاء الله.”
النائب الصمد
واستقبل الرئيس ميقاتي النائب جهاد الصمد الذي أعلن بعد اللقاء: “قال الله جل جلاله لعباده :لا تقنطوا،وقال يعقوب لأولاده: لا تيأسوا، وقال يوسف لاخيه :لا تبتئس وقال شعيب لموسى: لا تخف، وقال نبينا صلى عليه وسلم لأبي بكر :لا تحزن. ان بعث الطمأنينة في النفوس في زمن الشدائد منهج نبوي، فلنثق بالله، فلا بد من فرج قريب.”
وأعلن النائب الصمد: “أن دور رئيس الحكومة وما يقوم به محليا وخارجيا محط تقدير خصوصا في العمل على انجاز وقف لاطلاق النار والزام العدو الإسرائيلي بتطبيق القرار 1701 حيث أن الخروقات الإسرائيلية لهذا القرار تجاوزت 35الف خرق، وهنا لا بد من القول بأن السكوت والتأمر من اكثرية العالم العربي والاسلامي قبل المجتمع الدولي هو ما يشجع هذا العدو على الاستمرار في حرب الابادة والقفز فوق كل المعايير الإنسانية والاخلاقية، لانه عندما يسكت أهل الحق عن الباطل يظن اهل الباطل انهم على حق.”
وتناول موضوع توزيع المساعدات إلى الوافدين إلى المناطق اللبنانية، وقال:”لا شك ابدا في نوايا هيئة إدارة الكوارث بكامل اعضائها، ولكن نحن في حالة حرب ويحب تخفيف الإجراءات لإيصال المساعدات للمحتاجين، وتبسيط هذه الإجراءات وعدم الوقوع في الروتين والبيروقراطية القاتلة، خصوصا وأن هناك مناطق اجرت المسح الميداني عبر القائمقامين والبلديات والمخاتير والمجتمع المدني والمتطوعين وانجزت داتا كاملة بتوزعهم، وعلى سبيل المثال هذه الداتا أصبحت موجودة في المنية والضنية وزغرتا لدى القائمقامين. طلبنا دولة الرئيس ميقاتي مشكورا بايصال هذه المساعدات فورا علما اننا تلقينا وعودا لذلك في الأسبوع الماضي من قبل لجنة ادارة الكوارث علما ان المقيمين خارج مراكز الإيواء اي في المنازل لم يتلقوا مساعدات لتاريخه، وهذا بسبب البيروقراطية.”
واستقبل رئيس الحكومة النائب وائل بو فاعور ثم وفدا من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير وجرى عرض للأوضاع المالية والمصرفية.
كما استقبل الرئيس ميقاتي مطران اللاتين في لبنان سيزار اسايان في حضور وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار والامين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الاب يوسف نصر.و استقبل ميقاتي أيضاُ رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران.
إدانة العدوان الإسرائيلي على النبطية
وكان ميقاتي أدان العدوان الاسرائيلي الجديد على المدنيين في مدينة النبطية والذي استهدف قصدا اجتماعا للمجلس البلدي للبحث في وضع المدينة الخدماتي والاغاثي.
وقال :ان هذا العدوان الجديد، معطوفا على كل الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في حق المدنيين، هو برسم العالم الساكت عمدا على جرائم الاحتلال ، مما يشجعه على التمادي في غيّه وجرائمه”.
اضاف: اذا كانت كل دول العالم عاجزة عن ردع عدوان موصوف على الشعب اللبناني ، فهل ينفع بعد اللجوء الى مجلس الامن للمطالبة بوقف اطلاق النار؟ وما الدي يمكن ان يردع العدو عن جرائمه التي وصلت الى حد استهداف قوات حفظ السلام في الجنوب؟واي حل يرتجى في ظل هذا الواقع؟