إن تصريح وزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين حول حسن نصر الله أمين عام حزب الله يحمل تهديداً واضحاً هو الأول من نوعه منذ بداية الحرب في السابع من شهر أكتوبر المنصرم.
و بما أن “كوهين” يهدد “نصر الله” بأنه قد يكون الهدف التالي لإسرائيل، في إشارة منه إلى قيام مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي بقتل “رضي موسوي” أحد قيادات ميليشيا فيلق القدس في سوريا قرب دمشق قبل أيام، وأن اغتيال نصر الله قد يكون الحدث الثاني.
لكن بقراءة جديدة لسياقات هذا التهديد الإسرائيلي الرسمي لحزب الله و أمينه العام، لابد من الإجابة على عدد من التساؤلات المهمة، و المفضية بجملتها لشرح طبيعة الموقف:
أولاً: منذ العام عام 2006 تقريباً وإبان حرب تموز الشهيرة، يمتنع حسن نصر الله عن الظهور العلني، ويحيط تحركاته بكثير من السرية والغموض، ويخاطب جمهوره عبر شاشة من مكان ما في لبنان.
ثانياً: حتى ساسة لبنان الذين يلتقون حسن نصر الله، يتم أخذهم إلى مكان اللقاء بكثير من الاحتياطات الأمنية المعقدة، التي يرفضون الحديث عنها، فضلاً عن المسؤولين الإيرانيين الذين يلتقون نصر الله في لبنان.
ثالثاً: هناك روايات حول هذه اللقاءات أشبه ما تكون بـ الهوليودية إذا صح التعبير، تتكرر أحياناً، حول أخذ زوار نصر الله معصوبي الأعين، أو داخل سيارات مغلقة، أو ممارسة أكبر قدر من التمويه العصي على تتبع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أو الأمريكية.
رابعاً: يعرف عن نصر الله أنه لا يستعمل أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو العادية، ويتمتع بشبكة اتصالات أرضية معزولة، ولديه جهاز أمن شخصي يضم العشرات، والدائرة المقربة منه ضيقة للغاية، وبحسب تصريح سابق للنائب عن حزب الله حسن فضل الله “تلك الدائرة المقربة منه لا تتجاوز أصابع اليد”.
خامساً يرجح مراقبون صعوبة أو استحالة معرفة إسرائيل بمكان وجود نصر الله لأسباب ذكرت و غيرها، ويستشهدون على ذلك بعجز إسرائيل حتى اللحظة عن كشف مكان “يحيى السنوار” أو غيره من كبار قادة حماس في قطاع غزة الصغير جغرافياً، والملاصق لإسرائيل والواقع تحت رقابة وتجسس أجهزتها منذ سنوات، فكيف ستجد إسرائيل مكان إقامة حسن نصر الله في بيروت أو لبنان ككل.