أفادت معلومات لصحيفة “الجمهورية”، أن “حزب الله” قرّر إيفاد وفدٍ رفيع المستوى إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونقلِ تحيّات الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله ، وتوجيه الشكر والتقدير المباشر له على الموقف الذي عبَّر عنه في القمة العربية ، “والذي يعبّر بدوره عن كلّ اللبنانيين”. وفي هذا السياق تَردَّد أنّ تواصُلاً هاتفياً تمَّ بين عون و نصرالله ، إلّا أنّه لم يصدر أيّ تأكيد حياله من الجانبين.
وقالت أوساط قريبة من قيادة الحزب لـ”الجمهورية”، إنّ “الحزب ثمَّن عالياً موقفَ رئيس الجمهورية، الذي هو نوع من الوثيقة التاريخية على مستوى الصراحةِ، ومحاولةِ الإضاءة على الجرح العربي الذي تَسبَّب به العربُ أنفسُهم، فهو قدّم صورةً عن لبنان الساعي إلى العلاج، بوصفِه منطقةً مستقرّة في منطقة متوتّرة ومتفجّرة، وقدّمَ صورةً عن لبنان الدور وليس لبنان الساحة التي كانت تارةً ساحة حروب اللبنانيين بين بعضهم البعض وكذلك حروب الآخرين على أرضه، وذلك من خلال طرحِه أن يكون وسيطاً بين الدول العربية لمحاولة إطفاءِ النار وبلسمةِ الجروح”.
وأضافت أن “هذا تطوّرٌ كبير جداً في الخطاب السياسي اللبناني، الذي كان تارةً يقول بقوّة لبنان بضعفه وتارةً أخرى يقول بالنأيِ بالنفس، وها هو الآن جاء ليقول إنّ لبنان هو لبنان، يَملك الدور الذي يمكن أن يُؤَدَّى لإعادة مدِّ الجسور بين العرب وفتحِ القنوات في قلب العالم العربي”.
موقفُ قيادة “حزب الله” هذا يَرتكز أيضاً على امتعاض كلّي لديها من الرسالة الخماسية التي أرسَل بها الرؤساء السابقون إلى القمّة. وإذا كان الحزب قد اتّخَذ قراراً بعدم مقاربةِ هذه الرسالة بمواقف علنية، فإنّ أجواءَه عكسَت ما هو أبعدُ من استياء، وتفيد بأنّ الحزب اعتبَر “أنّ الرسالة تُشبه إلى حدّ كبير الإجتماعَ الذي عقِد في السفارة الأميركية في عوكر أثناء “حرب تمّوز” 2006 بين بعض القيادات اللبنانية ووزيرةِ الخارجية الأميركية كونداليزا رايس ، حينما كانت أميركا تسعى إلى وقفِ الحرب، فيما بعض تلك القيادات كان متحمّساً لاستمرارها”.
كما قرأ الحزب في ثنايا الرسالة أنّها “تنطوي على دعوةٍ واضحة من قبَل مرسِليها، مفادُها أنه إذا كان من بين العرب من يفكّر بمواصلة العقوبات والضغط على “حزب الله”، أو وضعِه على لائحة الإرهاب، فليستمرّ في ذلك”.
وبحسب هذه الأجواء، فإنّ “حزب الله”، اعتبَر “أنّ الرسالة بقدر ما هي موجّهة ضدّه، هي موجّهة أيضاً ضد رئيس الجمهورية، إلّا أنّ المضحك المبكي أنّ تلك الرسالة أشارت إلى ما سمَّوه السلاحَ غير الشرعي، فلنُسلّم جدلاً، فأحدُ الخمسة خدمَ قائداً للجيش 9 سنوات وكان رئيساً للجمهورية لسِتِّ سنوات، ألم يرَ السلاح غير الشرعي إلّا الآن؟ وآخَر صار رئيساً للحكومة تحت غطاءِ السلاح غير الشرعي، وأحدُهم أيضاً لولا السلاح غير الشرعي لَما أتى أصلاً إلى رئاسة الحكومة”.