الثلاثاء 7 شوال 1445 ﻫ - 16 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الثوار نحو القصر ولبنان اليوم ينتظر ما يحيكه باسيل

دخل لبنان مرحلة الخطر اقتصادياً ومالياً، المؤسسات معطلة والعجلة الاقتصادية توقفت، والهدر والفساد يعشعش داخل مفاصل الدولة، وحدها الثورة قد تنقذ البلاد وتوصلها إلى بر الأمان في ظل غياب تام من قبل القيمين على السلطة.

ويتجه الثوار اليوم إلى قصر الساعة 1:30 ظهراً، في وقت تشهد فيه ساحة الشهداء تجمعاً ضخماً للثوار عند الساعة الرابعة لرفع الصوت عالياً بوجه السلطة التي لا تزال نائمة، لا بل تحيك الصفقات الحكومية لإخراج المتظاهرين من الشوارع بدلاً من الاصغاء لمطالبهم المحقة، وسط ضغوط خارجية لحث المسؤولين الإسراع في تشكيل حكومة تحاكي مطالب الثوار، علّ هذه الخطوة تعيد انعاش أموال “سيدر” المرهونة باستفاقة ضمائر اهل السلطة بعدما نكثوا بوعود الإصلاحات.

وفي ما يخص ازمة المحروقات، يبدو ان المعابر غير الشرعية عاودت نشاطها بقوة في ظل الحديث عن تهريب المحروقات من امام الشعب اللبناني إلى سوريا، إذ كشف خبراء اقتصاديون لـ”الشرق الأوسط”، عن ان ازمة الدولار تتفاقم نتيجة تنامي عمليات التهريب إلى سوريا، التي تشمل “تهريب” العملة الخضراء من لبنان إلى سوريا (تدخل فيها العمالة السورية التي ازداد عددها وأسرها)، وأيضاً بسبب تهريب المحروقات من لبنان إلى سوريا، إذ تشير أرقام الجمارك إلى أن حاجة لبنان من المشتقات النفطية التي تبلغ 5 ملايين طن سنوياً ارتفعت إلى 12 مليوناً في إشارة واضحة إلى تهريب هذه المادة إلى سوريا، بالإضافة إلى ارتفاع استيراد المازوت بنسبة 40 في المائة.

سياسياً، برز حديث أمس عن لقاء ليلي جمع وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل بالمرشح لرئاسة الحكومة سمير الخطيب، وما ادراك عن اللقاءات الليلية وما يحاك خلالها، والمستغرب هو ان كتاب “الابراء المستحيل” المقدم من التيار الوطني الحر يشير بشكل واضح إلى دور استشاري لشركة الخطيب في الهدر والفساد عن طريق الهيئة العليا للإغاثة.

وفي سياق الازمة الحكومية، تبدو ان الساعات الـ48 المقبلة ستكون مصيرية وحاسمة، اذ كشفت مصادر مطلعة على مجريات التعقيدات المتصلة بالأزمة، عن النقطة المتعلقة بإعادة التفاوض بشكل حاسم مع رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بهدف تكليفه وما إذا كانت لغة الشروط والشروط المضادة قد تراجعت لدى الجميع وبدء تالياً خط مرن جديد للبحث في توافق سريع يضمن التكليف والتأليف السريعين لأن مجريات الأمور في البلاد باتت تضع كل شيء في مهب كارثة اقتصادية غير مسبوقة.

وتضيف المصادر نفسها لـ”النهار”،  أن الضغوط الدولية على السلطات اللبنانية اتخذت فعلاً طابعاً جدياً في ظل تحرك فرنسا نحو عقد اجتماع قريب لمجموعة الدعم الدولية للبنان قبل منتصف كانون الأول الحالي من دون ربطه بتأليف الحكومة العتيدة في لبنان بل للضغط بقوة من أجل تأليف الحكومة التي تستوفي معايير الدعم الدولي المنتظر والذي ستسعى فرنسا ومعها دول أوروبية أخرى من أجل توفير مساعدات عاجلة للبنان في حال ولدت الحكومة التي يؤمل بأن تكون ولادتها متزامنة أو قبل عيد الميلاد على أقصى حد.

بدورها، قالت مصادر متابعة لصحيفة “الجريدة” الكويتية،  أن “السعي قائم لإنتاج صفقة متكاملة تضم في سلتها التكليف والتأليف وتوزيع الحصص وشكل الحكومة المفترض أولاً وأخيراً أن يرضى بها المتظاهرون ليخرجوا من الشوارع كما الخارج الذي سيقدم الدعم المادي للنهوض بالأوضاع الكارثية نقداً واقتصاداً، وهذا الرضى يفترض إسناد الحقائب المعنية بمؤتمر سيدر إلى اختصاصيين بعيداً عن المحاصصة وقاعدة التوزيع بين القوى السياسية، وحتى حق تسمية وزراء الاختصاص”.

أما باريس لا تزال على موقفها لضرورة انهاء الفراغ الحكومي عبر حكومة تلبي مطالب الثوار، ما شأنه إعادة تفعيل دور الدول المانحة والافراج عن أموال “سيدر”، لكن لا أمل لغاية الآن من أجل تحقيق ذلك، اذ، نفت باريس عن تحديد أي موعد لانعقاد اجتماع لمجموعة دعم لبنان.

وشددت على أنها “ماضية في جهودها وهي تريد أن يفهم اللبنانيون أن ما تقوم به بما في ذلك التحضير للمؤتمر الموعود هو حثهم على ملء الفراغ الحكومي وإفهامهم أن تحقيق هذا الهدف سيؤمن لهم الدعم المالي، ومنه الذي تم الالتزام به في مؤتمر سيدر للعام الماضي الذي تمخضت عنه تعهدات مختلطة بين قروض وهبات تصل قيمتها إلى ما يزيد على 11 مليار دولار.”

من جهته، اعتبر حزب القوات اللبنانية عبر رئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات” شارل جبّور، ان الأولوية هي الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة ومن ثم تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين وبعد ذلك تنفيذ الأوراق الإصلاحية”.

وفي سياق متصل، اعتبرت كتلة “المستقبل”، أننا “حالياً في مرحلة الانهيار وكأننا في طائرة تهوي، فإما يكون السقوط مدوياً أم يكون هناك من يقود عملية هبوط الطائرة بأقل الأضرار الممكنة، وذلك لا يمكن أن يحصل إلا من خلال حكومة تكنوقراط تحظى بدعم وثقة المحتجين والمجتمع الدولي، ما يؤمن ضخ عملات أجنبية في البلد بتنا بأمسّ الحاجة إليها”.