الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الحكومة تخاطر بدفعة واحدة... و"سيدر" ومشاريعه وراء قاطرة صندوق النقد الدولي ‎ ‎ ‎ ‎

بدت مفارقة لافتة للغاية ان تختار الحكومة توقيتا لانخراطها في مسارين تفاوضيين ‏خارجيين يتصلان بسعيها الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وإحياء مقررات مؤتمر “سيدر” ‏متزامنا مع إعادة فتح المؤسسات العامة والخاصة.

وكأنها ارادت المخاطرة دفعة واحدة ‏ورصد أصداء مغامرتها ونتائجها سواء على صعيد تلقي ردود الفعل الدولية في شأن مد ‏لبنان بالمساعدات، او على صعيد رصد التجربة الجديدة لفتح البلد ونتائجها سلبا او ايجابا في ‏مسار احتواء الانتشار الوبائي لفيروس كورونا.

واذا كانت نتائج فتح البلاد بمعظم مؤسساتها ‏العامة والخاصة تنتظر هذه الايام الفاصلة عن نهاية الأسبوع الحالي حيث بداية أيام عيد ‏الفطر، فان “الرصد” الأولي للمناخات الديبلوماسية المتصلة بفتح مسارات التفاوض مع ‏ممثلي الدول المعنية بمؤتمر “سيدر” لم تفض الى تلك المفاجأة السارة التي كانت تتوخاها ‏الحكومة ولو انها ستعوض عن هذه الحصيلة بزعم حصولها على تشجيع ممثلي دول معينة ‏مثل فرنسا للخطة المالية التي وضعتها.

ذلك ان الجولتين النهارية والمسائية من ‏المفاوضات التي أجراها رئيس الحكومة حسان دياب مع فريق من الوزراء مع ممثلي الدول ‏والمنظمات الدولية المعنية بمتابعة تنفيذ مؤتمر “سيدر” بعد سنتين ونيف من انعقاده في ‏باريس ومن ثم الجولة الثانية من المفاوضات التي اجراها مساء الفريق اللبناني برئاسة ‏وزير المال غازي وزني مع فريق صندوق النقد الدولي من خلال اجتماع إلكتروني، افضيا ‏كما علمت “النهار” الى نتيجة أساسية بارزة بات على الحكومة ان تتصرف بهديها من دون ‏أي لبس او اجتهاد حيال مواقف الدول والمنظمات المالية الدولية.

هذه النتيجة مفادها ان ‏أي تقدم يرجوه لبنان في السعي الى الحصول على مساعدات خارجية من أي مصدر كان، ‏صار رهنا للمسار الأول الأساسي المتصل بمفاوضاته مع صندوق النقد الدولي.

وحتى ‏مقررات “سيدر” السابقة لانطلاق مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي بسنتين، ‏صارت بدورها، وكما ثبت امس حتى من كلمتين مهمتين اكتسبتا ايحاءات واضحة لكل من ‏السفير الفرنسي برونو فوشيه والسفير المكلف مواكبة تنفيذ مقررات “سيدر” بيار دوكان ‏مرتبطة ارتباطا عضويا لا فكاك، بنتائج مفاوضات الحكومة اللبنانية مع صندوق النقد ‏الدولي بما يعني ان مقررات “سيدر” صارت مقطورة وراء قاطرة صندوق النقد الدولي ‏وليس العكس.

وقد برزت في هذا ‏السياق اشارة السفير فوشيه الى الوضع التفصيلي القاتم الذي يجتازه لبنان اذ لفت الى ان ‏مؤتمر “سيدر” لا يزال يشهد اشد المراحل تفاقما مع تسارع في انهيار الليرة اللبنانية كما في ‏تطرقه الى التضخم والى الواقع المصرفي وإعادة تشديده مرات على الإصلاحات ‏والشفافية.

كما ان السفير دوكان الذي تحدث من باريس حذر من ان “كل تأخير في ‏الإصلاحات ستكون له انعكاسات سلبية جدا على الواقع اللبناني” وركز على ثلاث نقاط ‏أساسية هي التزام الجداول الزمنية لتنفيذ الإصلاحات واولها في قطاع الكهرباء، والشفافية ‏والمباشرة في العمل على صعيد مكافحة الفساد، وضرورة الاستثمار في لبنان وقيام ‏الأطراف الدوليين بالمساعدة من خلال توفير التمويل وإظهار الشفافية المطلقة في الأداء‎.‎
‎ ‎
اما الجولة الثانية من المفاوضات بين الفريق اللبناني وفريق صندوق النقد الدولي فجرت ‏مساء وشارك فيها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى جانب وزير المال وفريق ممثلي ‏رئاستي الجمهورية والحكومة والمستشارين. ووسط إحاطة هذه الجولة بكتمان حيال ما ‏جرى خلالها، أفادت المعلومات القليلة التي تسربت عنها انها استمرت نحو ساعة ونصف ‏الساعة وتركزت مناقشاتها وأبحاثها على الحسابات المتصلة بمصرف لبنان، وستعقد جولات ‏التفاوض بشكل دوري بمعدل جولتين او ثلاث جولات أسبوعيا.

وتحدثت المعلومات عن ‏نشوء رابط بين المفاوضات الجارية بين لبنان وصندوق النقد الدولي ومسارات تفاوضية ‏ومالية أخرى مثل مسار “سيدر” وكذلك مسار التفاوض بين لبنان ومجموعة الدائنين وحملة ‏سندات الاوروبوند بما يؤكد تأثير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي على المسارات ‏الأخرى‎.‎