الجمعة 18 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بالصور: عبد الرحيم مراد حوّل المؤسسات التربوية إلى مراكز تدريب لسرايا “حزب الله”

توقّف اللبنانيون أمس، عند صوَر نُشرت على مواقع إلكترونية تُظهر عناصر حزبية بلباس عسكري وهم يقومون بتدريبات تطبيقية على مجموعة من الأسلحة، في مكاتب داخل مؤسسات تربوية تعود للوزير السابق عبد الرحيم مراد في البقاع الغربي وراشيا. واللافت أن السلاح الذي ظهر على الإعلام، يبدو حديثاً ما يعني أن ثمة تسليحاً على نطاق واسع لجماعة مراد في البقاع يندرج في إطار تعميم الفوضى التي تنشرها «سرايا المقاومة» وتحت إشراف مباشر من «حزب الله».

السؤال الأبرز هو كيف يُمكن لمؤتمنين على تعليم الأجيال وتخريجهم من مؤسساتهم وجامعاتهم، أن يّحولوا تلك الصروح التربوية إلى مراكز للتدريب على السلاح واستخدام الطلاب تحت وطأة التهديدات أو الإغراءات،

كواجهة لكل هذه الارتكابات التي لم تعد تنطلي على أي جهة خصوصاً وأن العديد من أبناء البقاع، كشفوا أمس عن القناع الذي يتلطّى خلفه هؤلاء المسلحين، تحت اسم «سرايا ناصر» والتي تُعتبر الذراع العسكري لـ«حزب الاتحاد» والممولة من «حزب الله»، والذي يرأسه عبد الرحيم مراد الذي كان ذات يوم، وزيراً للتربية.

في معرض تحالفاته السياسية المبنية على المنافع الشخصية وعلى العلاقات الاستراتيجية، يفتخر مراد بعلاقته «الثابتة» مع النظام السوري والصداقة التي تجمعه برئيس هذا النظام، الأمر الذي يعتبره البقاعيون بعيداً عن عاداتهم وتقاليدهم وعن القضية التي ما زالوا يحملونها منذ أن قرر نظام الأسد البطش بشعبه وترحيله عن أرضه وتهجيره إلى لبنان. وهذا البقاع الذي فتح مدارسه ومصانعه ومنازله ومساجده للنازحين السوريين يوم كانت البراميل المتفجرة تتساقط عليه كالمطر ويوم كانت الأسلحة «الكيماوية» تفتك به، لم ولن ينسى اللقاءات الدائمة التي عقدها ويعقدها مراد مع سفّاح العصر وقاتل الأطفال، ومع مُرتكب جرائم «الغوطة» و«دوما» و«مضايا» و«الزبداني».

يُعتبر مراد أحد أبرز المُرشحين عن المقعد السُني التابعين للنظام السوري، ليس في البقاع فقط، بل على مساحة كل لبنان، وهو أكثرهم تغنّياً بعلاقته مع آل الأسد منذ عهد حافظ الأسد الأب حتى اليوم، وفي هذا التوجه أو الإنتماء الذي هو عليه، يرى معظم أهالي البقاع بانه ليس بالأمر الجديد عليه، لكن برأيهم أن تصل الأمور إلى حد استخدام الصروح التعليمية وأبنائهم، واجهة لمشروع كبير بدأت ملامحه تظهر في معظم مناطق البقاع، وهو مشروع تخريبي مدعوم من النظام السوري ومن «حزب الله» وسراياه، فهذا أمر لن يسكتوا عنه وهم بالتالي يدعون الدولة إلى القيام بواجبها وفتح تحقيقات من الباب الواسع.

قد يحتاج المراقب إلى مُجلدات ليُفصّل أو يؤرخ المُمارسات التي ارتكبتها «سرايا المقاومة»، بحق اللبنانيين جميعهم وليس فئة دون أخرى. فهذه «السرايا» التي تحوي في صفوفها مئات العناصر من هنا وهناك ومن مختلف الأحزاب المؤيدة والداعمة لنظام الأسد والتي تُعرف اليوم باسم «سرايا الفتنة والقتل»، لم تترك موبقة إلا وارتكبتها على مساحة كل الوطن، فكانت أولى مفاعيلها في السابع من أيّار العام 2008، يوم اجتاحت عصاباتها المناطق اللبنانية وتحديداً العاصمة بيروت التي كان لها نصيب وافر من رصاصها وقذائفها، بعد أن صبّت حمم حقدها ونيرانها على الآمنين فقتلت من قتلت منهم، وجرحت العديد أيضاً، فيما وفّرت ما تبقّى من طاقة لديها، للسرقة والنهب وقطع أرزاق الناس.

عادة ما تسعى شعوب الدول التي تتعرض بلادها للإحتلال أو التي تخوض حروباً طويلة مع دول عدوة، إلى دعم المؤسسات الشرعية في بلدها وعلى رأسها مؤسسة الجيش، فتعمد عندها إلى تأليف وحدات دعم مُقاتلة نواتها شباب وربما كبار السن، لتشكيل حالة إسناد أو قوّة إضافية تتطلبها الضرورات. وغالباً ما يُطلق على هذه الحركات التلقائية المولودة من رحم القهر والحروب القذرة، إما «سرايا» أو «مقاومة»، أو أي أسم آخر، شرط أن لا تخرج عن الدور المرسوم لها، بحيث لا تتحوّل إلى قوّة رديفة أو بديلة عن الجيوش الرسمية، لكن يبدو ان مراد ومن وراءه، سيكون لهم في الفترة المقبلة قرار آخر قد يبدأ من المرسسات التربوية والتعليمية، وينتهي على طريق الموت، الممتد من لبنان إلى سوريا أو بلاد أخرى.

ويبقى الخوف كل الخوف، من أن يُحقّق أصحاب هذا المشروع، أمانيهم في الحصول على مقاعد نيابية، عندها قد يتحّول كل لبنان إلى منصّة صواريخ، تُشبه منصّات المدافع والرشاشات التي كانت تحت قيد التدريب أمس وخلال المراحل السابقة، داخل مؤسسات عبد الرحيم مراد التربوية.

 

المصدر المستقبل

علي الحسيني