الخميس 29 شوال 1445 ﻫ - 9 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بين منظومة الفساد و السلاح المليشيوي.. لبنان في خبر كان!

جنان شعيب
A A A
طباعة المقال

لا تلوح في أفق لبنان أية بارقة أمل في تلاؤم مؤيدي ومعارضي حزب الله على اسم رئيس للجمهورية، مما يُعلق مهمتَي مجلس النواب التشريعية والرقابية إلى أَجَلٍ غير مُسمى ويمنع تشكيل حكومة عتيدة تعيد تفعيل المجالس والهيئات المشلولة التي يُعيِّن أعضاءَها مجلسُ الوزراء مما يصب في عملية لجم حجم مخلفات الازمة الاقتصادية الحاصلة، و يبقى السؤال الأهم و الذي يطرح ذاته، الى متى سيبقى اللبنانيون قابعين تحت أنقاض الدولة المنهارة؟!

عندما تصل الدولة الى هذا المستوى من الانهيار دون ان تشعر الطبقة السياسية بمسؤوليتها، و عندما تصبح الليرة رهينة الدولار المتخبط والأمن رهينة السلاح غير الشرعي والقضاء غب الطلب في يد السياسيين والقرار السياسي الخارجي-الداخلي يدور في فلك المحور الإيراني، يعني ان المسبب الأساسي -الى جانب السلطة الحاكمة- وحيد ومعروف، و النتيجة واحدة، بسياسات حزب الله و المنظومة الفاسدة يتجه لبنان نحو كارثة ليس لها مثيل.

الصحافي و المحلل السياسي جورج العاقوري يعتقد “‏ان المشكلة مزدوجة، وهناك موروثات منذ احتلال النظام السوري للبنان و الانقلاب على الطائف مطلع التسعينات ‏خلقا مناخاً عاماً في البلاد قام على الزبائنية والفساد والمحسوبية وتعطيل عمل كافة مؤسسات الدولة وعلى انتهاك القوانين هذا من جهة، ومن جهة ثانية هناك مشكلة تتمثل بوجود فريق في لبنان فوق الدولة و فوق السيادة، و هو امر معروف بأنّ “حزب الله” هو ذراع عسكرية إيرانية في لبنان، فالاخير لا يخفي أساساً بأنّه إيراني المنشأ، وانّ تمويله وتسليحه وتدريبه وقراره الاستراتيجي في طهران.

و تابع ” هنا تكمن الخطورة بوجود طرف ‏إديولوجيته لا تنسجم مع مفهوم الدولة ومنطق الدولة السائد في العالم و الجمهورية اللبنانية، ‏بل هي أيديولوجية دينية قائمة على إنشاء “جمهورية إسلامية” ضمن اطار تصدير “الثورة” التي اعتمدها النظام القائم في إيران منذ العام ١٩٧٩”، ‏و اي حل للبنان اليوم و للأزمة التي وصلنا اليها غير مجد إن كان قائماً على مبدأ ربط النزاع و “الترقيع” الذي كان يحصل في السابق، و محاولة استيعاب حزب الله”.

و لفت الى ان المطلوب اليوم حكماً ‏ليس مواجهة حزب الله في الشارع، ولكن أن “يتواضع” حزب الله ويعود إلى الصواب الوطني أي منطق الدولة والشراكة بين مكونات هذا البلد والى إعلاء المصلحة الوطنية فوق مصلحته كفريق.

و في ظل استمرار ممارسات ⁧‫حزب الله‬⁩ الإرهابية لدعم معادلة السياسية مقابل الاقتصاد وتفاقم معاناة الشعب اللبناني من أزمات خانقة بالبلاد يدخل الاستحقاق الانتخابي لبنان‬⁩ مرحلة جديدة من الاستقطاب السياسي، و عقب هذا يقول العاقوري، ‏ما وصلنا إليه من درك وانهيار غير مسبوق لا يمكن حله إلا من خلال باب واحد هو باب السياسية، ‏فأي رئيس جمهورية على سبيل المثال مهما علا شأنه اقتصاديا، ‏إن لم يكن يملك من الجرأة ومن الحكمة ومن خامة رجل الدولة، لا يمكنه معالجة الامور، خاصة و ان المسألة القائمة لا تتحمل المزيد من الخطط و الوعود الرنانة، بل هي تتطلب امتلاك القدرة على اتخاذ القرار.

كما و اعتبر العاقوري ان حزب الله، بمساعدة حلفائه، يعطّل انتخاب رئيس للجمهورية ويسبب المزيد من الأزمات المالية والاقتصادية لكسب المزيد من الوقت خاصة و انه على دراية تامة ان ورقة فرنجية سقطت، ‏فالاولوية لديه ليست ترشيح فرنجية او غيره، بل لمن يخدم مشروعه وفق الظرف الذي يمر به.

ختم العاقوري: “انتخاب رئيس للجمهورية يشكل مفترق طرق يحدد مصير لبنان وشعبه اما بسلوك التعافي وقيام الدولة او الانهيار الكامل وتكريس سطوة الدويلة، حزب الله يدرك للغاية أن انتخاب فرنجية أو أي مرشح ينتمي الى محور الممانعة هو استمرار بالانحدار نحو الهاوية، فالمعالجة تتطلب انفتاحًا دوليا وعربيا يبدأ بانتخاب رئيس لا يمثل فريقًا أوصل البلد للانهيار ويستطيع استعادة الثقة وفرض تطبيق الدستور، المطلوب انتخاب رجل دولة صاحب “قرار” وطني ليس الا!

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال