الخميس 29 شوال 1445 ﻫ - 9 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"تلغراف" تضيء على موقف بهاء الحريري من "حزب الله" وإيران

ترجمة "صوت بيروت إنترناشونال"
A A A
طباعة المقال

كتب كون كوفلين في صحيفة “تلغراف”: ليس هناك ما يجسد التأثير الخبيث الذي تمارسه جمهورية إيران الإسلامية على الشرق الأوسط أفضل من الدمار الذي أحدثته على دولة لبنان المتوسطية التي كانت مزدهرة سابقاً.

إنّ الأمة التي كانت تفخر بأنها جوهرة بلاد الشام، والتي ادعى مواطنوها الإمبراطورية التجارية الفينيقية العظيمة كأسلافهم، تجد نفسها الآن في فقر مدقع. شهدت الليرة، وهي العملة الوطنية، انهيار قيمتها بنسبة مذهلة بلغت 90 في المائة خلال السنتين الماضيتين، وبدأ التضخم الغذائي في الارتفاع بنسبة 200 في المائة، ومع بداية فصل الشتاء، يتحمّل السكان انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 18 ساعة في اليوم.

كما أثبتت الاشتباكات العنيفة الأخيرة في بيروت، انّ الشعب اللبناني ليس لديه أي شكّ بأن السبب الرئيسي لبؤسه هو حزب الله، الميليشيا الشيعية المدعومة من إيران والتي تسيطر فعلياً على البلاد. على الرغم من أنّ قادة حزب الله يصرون على خلاف ذلك، إلا أنّ القليل منهم يشكون في أنّ الميليشيا تسيطر على جميع وسائل السلطة الوطنية، من الأمن إلى الاقتصاد.

يمكن رؤية مثال رئيسي على قبضة حزب الله الخانقة، في النزاع الدبلوماسي المرير بين بيروت والدول العربية الموالية للغرب مثل المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة. يعتمد لبنان بشكل كبير على دول الخليج – المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص – من أجل الدعم الاقتصادي.

ولكن عندما أدان وزير الإعلام اللبناني تورط المملكة العربية السعودية في الحرب الأهلية اليمنية، مدعياً أن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط ضد “العدوان الأجنبي”، قطعت دول الخليج العلاقات الدبلوماسية، مما أثار شرخاً كبيراً مع بيروت لا تستطيع الحكومة اللبنانية تحمله.

ويعتقد السعوديون أنّ مثل هذا الانتقاد العلني للرياض من قبل مسؤول لبناني كبير يرجع إلى التأثير السياسي الخبيث لحزب الله وداعميه الإيرانيين. ومن شأن ذلك أن يساعد أيضاً في تفسير السبب في أنّ التحقيق الذي قامت به الحكومة، بعد مرور أكثر من عام على الانفجار الكارثي في ميناء بيروت والذي أودى بحياة 218 شخصاً وجرح آلاف آخرين، لم يصل إلى أي مكان بعد.

على الرغم من أنّ البلاد تواجه دماراً اقتصادياً، إلا أنّ الحكومة اللبنانية لم تجتمع منذ 12 تشرين الأول وسط نزاع حول التحقيق القضائي في الانفجار. وقد اتُهم حزب الله بتخزين المواد شديدة الاشتعال التي تسببت في الانفجار، وطالب بإقالة المحقق الرئيسي الذي يتهمونه بالتحيز.

وأوضح بهاء الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني المغدور رفيق الحريري، الذي أطلق مؤخراً حركة إصلاح سوا لتحقيق الاستقرار السياسي في لبنان، أنّ “حزب الله يستخدم كل الوسائل المتاحة له لوقف التحقيق”. “هذه الحكومة لا تمثل سوى مصالح حزب الله، وليس مصالح الشعب اللبناني.”

يعتقد السيد الحريري أيضاً، وهو رجل أعمال ناجح يبلغ من العمر 55 عاماً، أنّ حزب الله وداعميه الإيرانيين يجب أن يتحملوا المسؤولية الرئيسية عن المحنة الاقتصادية الحالية في لبنان.

وقال:” يكاد يكون من المستحيل تدمير اقتصاد بلد مزدهر مثل لبنان، لكن حزب الله تمكن من القيام بذلك”.

ويأمل الحريري وغيره من المؤيدين اللبنانيين البارزين لحركة سوا، التي تسعى إلى التغلب على الانقسامات الطائفية التي أصابت البلاد منذ حربها الأهلية الطويلة الأمد، أن يُتاح للشعب اللبناني فرصة لإحياء ثروات البلاد في الانتخابات المقرر إجراؤها في آذار.

كما يأمل السيد الحريري في أن يتمكن لبنان من تحرير نفسه من التدخل الإيراني. وفي العراق، وهو بلد آخر تعرض منذ فترة طويلة لضغوط إيرانية، شهدت الانتخابات الوطنية التي جرت الشهر الماضي هزيمة للجماعات المسلحة الموالية لإيران، بحيث يمكن لبغداد أن ترى قريباً تشكيل حكومة غير مستعدة للتسامح مع النفوذ الإيراني في شؤونها.

وقد يساعد ذلك على وضع سابقة هامة للناخبين اللبنانيين، مما يساعدهم على إنهاء حقبة التدخل الإيراني الكارثي في شؤون بلادهم بشكل نهائي.