الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

حكومة دياب على "المشرحة" الدولية… والطريق إلى "سيدر" تمرّ بصندوق النقد

‎على وقع هذه “الثقوب السوداء” في الحكومة وسياستها التي تنخر عميقاً في بنية المالية العامة، استأنف الجانب ‏اللبناني اجتماعاته عبر تقنية “الفيديو كول” مع المسؤولين في صندوق النقد الدولي أمس.

‏وتميّز الاجتماع الذي عُقد في وزارة المالية بمشاركة حاكم المصرف المركزي رياض ‏سلامة بعد مقاطعته الاجتماع الأول بين الجانبين ربطاً باعتراضه على عدم دقة الأرقام ‏المقدمة في خطة الحكومة والتي تفقّط ميزان الخسائر في حسابات المصرف.

وعُلم من ‏أوساط المجتمعين أنّ الاجتماع لم يخرج عن إطار التباحث التقني واستكمال استعراض ‏الخطط والتوجهات الحكومية إزاء سبل الخروج من الأزمة الحالية، في حين أنّ وفد صندوق ‏النقد لا يزال متريثاً في إبداء ملاحظاته بانتظار تبلور موقف موحد ونظرة شاملة تحظى ‏بإجماع كافة الأفرقاء المعنيين في لبنان إزاء الورقة المالية والإصلاحية المقدمة ضمن إطار ‏طلب برنامج دعم من الصندوق، وتم الاتفاق في هذا المجال على تكثيف الاجتماعات ‏الدورية في الأسابيع الحاسمة المقبلة بغية الوصول إلى أرضية مشتركة يتم الانطلاق منها ‏نحو طرح سلة من البرامج القابلة للتنفيذ في الحالة اللبنانية‎.‎

‎وتوازياً التأم أمس اجتماع تنسيقي لمؤتمر “سيدر” في السراي الكبير برئاسة رئيس الحكومة ‏حسان دياب حضره سفراء الدول الغربية وممثلون عن السفراء العرب وممثلون عن الأمم ‏المتحدة والمنظمات الدولية والبنك الدولي، وبرزت في الاجتماع مضامين الرسائل ‏الفرنسية سواءً عبر المداخلة التي ألقاها عبر “سكايب” السفير المكلف مواكبة تنفيذ ‏مقررات “سيدر” بيار دوكان أو من خلال كلمة السفير الفرنسي برونو فوشيه لناحية تركيز ‏مطالب باريس على وجوب الإسراع في الإصلاحات واعتماد دقة أكبر في تحديد الجداول ‏الزمنية لتنفيذها في مختلف القطاعات البنيوية وفي طليعتها قطاع الكهرباء، فضلاً عن ‏ضرورة المبادرة إلى إظهار الشفافية في التعاطي الحكومي مع الإصلاح ومكافحة الفساد‎.‎
‎ ‎
وإذ أضاء فوشيه على التأخير غير المبرر في وضع الإصلاحات المطلوبة في مقررات ‏‏”سيدر” موضع التنفيذ ونكث الجانب اللبناني بالوعود التي قطعها منذ نحو سنتين أمام ‏المجتمع الدولي، لاحظت أوساط المجتمعين أنّ خلاصة الاجتماع أتت لتؤكد أنّ كل ‏المساعدات الدولية وأموال برامج سيدر الموعودة لا بد وأن تمر بداية بإبرام اتفاق سريع ‏بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد، بمعنى أنّ طريق “سيدر” بات محكوماً بالمرور عبر ‏الصندوق وهذا ما شدد عليه السفير الفرنسي بتأكيده على أولوية تأمين تقدم سريع في ‏المفاوضات مع صندوق النقد.

وبمجرد تحقيق ذلك وبدء تنفيذ الخطة مع الصندوق يمكن ‏حينها تركيز الجهود على برامج “سيدر”، واضعاً في هذا السياق خريطة طريق إلزامية تمهّد ‏لتنفيذ مقررات “سيدر” بشكل يضمن شفافية تنفيذ عملية الإصلاح من جانب الحكومة عبر ‏إنشاء موقع إلكتروني للإعلان عن تقدم المشاريع والإصلاحات وتحديد جدول زمني دقيق ‏للإصلاحات التشريعية‎.‎