الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دولة تتلاعب بالزّمن العالمي ولكنّها عاجزة عن اللّعب بأرقام دولار السوق السوداء؟

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
A A A
طباعة المقال

هل يريدون إقناعنا بأن الدولة القادرة على أن تتلاعب بالتوقيت العالمي محلياً، والقادرة على أن تُخرج شعبها، وشركاتها، وقطاعاتها، وكومبيوتراتها، وهواتفها… من الزمن المُتعارَف عليه في كل مكان، كما يحلو لها (لو قُدِّرَ لها ذلك)، والقادرة على أن تعود إليه ساعة تشاء… (هل يريدون إقناعنا بأنها) عاجزة عن أن تتلاعب بأرقام دولار تطبيقات السوق السوداء، وهي أرقام سياسية، غير علميّة، وغير عالمية، ويُمكن تحريكها داخلياً بحسب الرّغبة، ووجهات النّظر؟

“مُختَصَر مُفيد”

وهل يريدون إقناعنا بأن الدولة القادرة على أن تتلاعب بالزّمن، كما تشاء، ومن دون أي أساس علمي، عاجزة عن فعل أي شيء، وعن التحرّك لتوفير حاجات شعبها الطبيّة، والدوائية، والغذائية، و”الطاقوية”… من خارج انتظار بعض الشروط الخارجيّة؟

مهما حاولوا إقناعنا، وأكثروا من الكلام، فالثابت الوحيد هو أن الدولة التي تحكمنا، والتي يُقال عنها دولة حتى الساعة، لا تريد هي أن تُصلِح الأوضاع المعيشية، ولا توفير أي خدمة لشعبها. وهي الدولة التي ترفع دولار السوق السوداء، وهي الدولة التي تشغّل تطبيقات دولار السوق السوداء، والانهيار اليومي.

فمن تحكمنا هي دولة التطبيقات، مهما اختلفت تسمياتها، ومناطق وأماكن أنشطتها. وهذا هو “المُختَصَر المُفيد”.

لا دولة

أوضح رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني” النائب السابق فارس سعيد أن “الكلّ يحاسب الدولة في لبنان، وكأنه توجد دولة، بينما هي غير موجودة عملياً”.

وعلّق في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على المشكلة التي تحكّمت بموضوع التوقيت، فقال:”ثلاثة اعتراضات أساسية رافقت هذه المشكلة قبل أيام. الأول كان مبدئياً، وأتى في مكانه، وهو اعتراض يقول إنه لا يجوز المساس بالتوقيت بطريقة فردية، ومن دون قرار صادر عن مجلس الوزراء مجتمعاً. وهو ترافق مع كلام منطقي صدر عن وسائل إعلام عدّة أيضاً، أكدت وجوب احترام الارتباط بالتوقيت العالمي، والعمل على هذا الأساس”.

وأضاف:”أما الاعتراض الثاني، فأتى من جانب السُنّة، وبرز في الاجتماع بين الرئيسَيْن السابقَيْن فؤاد السنيورة وتمام سلام، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد احتدام الأجواء الطائفية. وهو اجتماع أوضح لميقاتي فداحة ما قام به، وأنه ظهر راضخاً لمشيئة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأنه أجّج النّزعة الطائفيّة بهذه الطريقة. وهي النّزعة التي لطالما استثمرها “التيار الوطني الحر” في معاركه السياسيّة خلال السنوات الماضية. أما الاعتراض الثالث، فكان مسيحياً، وهو عبّر عن عَدَم الالتزام بقرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي”.

ليست سهلة

وشدّد سعيد على أنه “من الناحية العملية، كل الاعتراضات في البلد تقوم على شيء غير موجود، وهو الدولة في لبنان. وبالتالي، من العبث تخصيص وقت للاعتراض على شيء لم يَعُد موجوداً”.

وتابع: “يعبّر “حزب الله” بوضوح عن أن الدولة انتهت، وعن أن قطاعها المصرفي انتهى أيضاً. وهو يدعو الى نظام جديد يستنسخ “القرض الحسن” داخل كل طائفة. والعجز اللبناني مستمرّ وسط الطروحات المختلفة، واستمرار رفض البعض الاعتراف باتّفاق “الطائف”.

وختم: “لا مؤشرات على قرب انتخاب رئيس للجمهورية. فالرئيس يأتي من الخارج الى الداخل، فيما الخارج ليس جاهزاً لانتخابات رئاسية حالياً، وذلك رغم تطوّر العلاقات السعودية – الإيرانية. فهذا يُضاف الى واقع أن الخطوات التنفيذية لتطوّر تلك العلاقات ليست سهلة”.