الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

3 أسباب وراء قرار حتّي: استثناؤه من لقاء لودريان وتنامي دور إبراهيم وتدخل باسيل

في أكبر هزة لحكومة حسان دياب في لبنان، المحسوبة على محور حزب الله، قدم وزير الخارجية ناصيف حتّي أمس استقالته، في وقت دخلت البلاد أسبوعاً ساخناً من المقرر أن يشهد في ختامه نطق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بالحكم في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه بعد 15 عاماً من التحقيقات.

لم يكن ينقص لبنان الغارق في أزمة اقتصادية ومعيشية حادة سوى انتكاسة على المستوى الحكومي تمثلت باستقالة وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتّي.

فقبل ثلاثة أيام من موعد نطق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الحكم في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه، في جلسة علنية تُعقد الجمعة المقبل والمتوقّع أن يوجّه فيها الاتهام إلى العناصر الأربعة في “حزب الله” مصطفى بدر الدين (قتل في سورية في مايو عام 2016)، وسليم عياش، وحسين عنيسي وأسد صبرا، ترجم حتّي إشارات الامتعاض إزاء الأداء الحكومي، خصوصاً في ملف الإصلاح الاقتصادي والمالي والعلاقة مع المجتمع الدولي، و”خرج” من قصر “بسترس”.

وبمغادرة حتّي حكومة الرئيس حسان دياب، يكون وجّه صفعة هي الأقوى إلى هذا الفريق منذ تشكيله، مع العلم أنه أصيب بنكسات كثيرة سابقاً من استقالة المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني، أحد أعضاء الوفد اللبناني المفاوض مع صندوق النقد الدولي، شأنه في ذلك، شأن مستشار وزير المالية هنري شاوول الذي ترك مقعده إلى طاولة المفاوضات، في ضربة قوية إلى لبنان غير القادر على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة منه دولياً.

وقالت مصادر سياسية متابعة لـ”الجريدة”، أمس، إن السبب الرئيسي وراء الاستقالة هو تهميش وتحويل وزارة الخارجية إلى أشبه بالجزيرة المعزولة عن كل عمل دبلوماسي مما راكم المآخذ لديه ودفعه إلى الاستقالة”.

وأضافت أن “استثناء حتّي من لقاء الرئيس دياب بوزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إضافة إلى تنامي الدور المعطى دبلوماسياً لمدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم التواصل مع بعض الدول على حساب وزارة الخارجية كانا الشعرة التي قصمت ظهر البعير وساهما بشكل مباشر باتخاذ حتّي قرار الاستقالة”.

وتابعت: “يضاف إلى كل ذلك تدخل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بكل شاردة وواردة في الوزارة ولعبه دور الوزير الظل تحديداً في موضوع الترقيات والمناقلات الدبلوماسية المنوي إجراؤها”.

وفور قبول الرئيس دياب استقالة حتي بدأت الاتصالات المكثفة لتأمين خلف له. وكشفت مصادر سياسية متابعة لـ”الجريدة”، امس، ان “الحسابات السياسية الضيقة كانت حاضرة في مشاورات المسؤولين لتأمين البديل، حيث لا يحبّذ رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل ذهاب المنصب الى الوزير دميانوس قطار (وزير بالانابة) ويفضّل ان يؤول الى شخص يختاره رئيس الجمهورية ميشال عون”.

وأضافت المصادر أن “باسيل تمكن من فرض رغبته من خلال ترشيح مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدبلوماسية شربل وهبي”، وهو ما لاقى ترحيبا من الرئيس عون، الذي اصدر بعد ظهر أمس قرار تعيين السفير وهبي وزيرا للخارجية.

وكانت رئاسة الحكومة اللبنانية، أعلنت في بيان أمس، أنّ “الرئيس دياب قبل فوراً استقالة حتّي”، فيما أعلنت رئاسة الجمهورية أنّ “الرئيس عون على تشاور مع دياب لمعالجة مسألة الاستقالة”.