الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

العراق.. ملف مقرات الحشد الشعبي داخل الأحياء السكنية على طاولة الحكومة

فتح رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، ملف مقرات الحشد الشعبي داخل المدن والأحياء السكنية، وسط تشكيك في قدرته على إنهاء هذا الملف الشائك.

ويوم أمس الأربعاء، أصدرت هيئة الحشد الشعبي قرارا بغلق جميع مقرات الألوية والأفواج داخل المدن والأحياء السكنية.

كما قررت فك ارتباط منتسبي الحشد عن كافة الأطر السياسية والاجتماعية والحزبية، مع حظر العمل السياسي في صفوف عناصر هذه الميليشيات.

ملف يرتبط بالحرس الثوري

وبالرغم من توقف العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في ”المناطق السنية“ التي سيطر عليها، إلا أن فصائل الحشد الشعبي ما زالت تبسط سيطرتها على أغلب تلك المدن، خاصة في محافظات الأنبار وديالى ونينوى وصلاح الدين.

ويشكو سكان تلك المناطق على الدوام من ممارسات بعض فصائل الحشد، مثل الاحتكاك بالقوات الرسمية والشرطة المحلية، وعدم الانصياع إلى أوامرهم، أو الدخول في سجالات مع السكان المحليين، وتنفيذ بعض عمليات الاعتقال والحجز التعسفي، ما يثير غضب أهالي تلك المناطق الذين يطالبون عبر سياسييهم في مجلس النواب بين الحين والآخر بإحلال قوات محلية مكان الحشد الشعبي.

في هذا السياق، يرى خبير أمني، أن ”هذا الملف لا يرتبط بالحشد الشعبي بشكل كامل، بل يتعداه إلى الفصائل غير المنضوية في الحشد، والمرتبطة بإيران، مثل حزب الله وكتائب سيد الشهداء وغيرها.

ويضيف الخبير الأمني الذي فضل حجب هويته إن ”هذه التشكيلات لها بعض الأفواج داخل الحشد والغالب خارج هذه المنظومة للتمويه على أنها جميعها ضمن منظومة الحشد الشعبي، ولم يفلح أحد من رؤساء الحكومات السابقة في إنهاء هذا الملف رغم إصدار قرارات مماثلة“.

واعتبر الخبير الأمني في تصريح لـ“إرم نيوز“ أن ”ارتباط أغلب تلك الفصائل بالحرس الثوري، ووجودها في المناطق المحررة، يمثل الدعامة الأساسية للنفوذ الإيراني في البلاد، وتأمين الطريق إلى سوريا، وتحصيل الموارد المالية عبر الأتاوات من المنافذ الحدودية والتجارة غير الشرعية والإبتزاز وغيرها، وبالتالي فإن إغلاقها جميعًا يمثل ضربة كبيرة لإيران، لا يمكنها القبول بها، فوجود تلك الفصائل في هذه المناطق إستراتيجي بالنسبة لطهران“.

ولفت إلى أن ”قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآاني ناقش يوم أمس، خلال زيارته إلى بغداد، وضع بعض الفصائل المسلحة، وشدد خلال لقائه عددًا من قادة الحشد على ضرورة تعزيز الصفوف، والتواجد بكثافة لمحاربة داعش، وهو غطاء مقبول للانتشار في أي منطقة يرغب فيها الحشد، خاصة نينوى والأنبار وصلاح الدين“.

أجندات خارجية

ويرد الحشد الشعبي بشكل متكرر على مطالبات إخراجه من المدن المحررة بأنها مدفوعة بأجندات سياسية خارجية، وأن الهدف من تلك الدعوات هو مغازلة القوات الأمريكية.

وتظهر بين الحين والآخر دعوات من قبل سياسيين ومعنيين في تلك المحافظات بضرورة إخلاء مناطقهم من المظاهر المسلحة، وإحلال قوات نظامية محلية بديلًا عنها، خاصة وأن قوات الشرطة المحلية تمكنت من تحقيق تطور في أنظمتها وقدرتها على حفظ الأمن.

وتنتشر فصائل كتائب سيد الشهداء، ولواء الطفوف، وكتائب حزب الله، والخراساني، في محافظة الأنبار غربي العراق، سواء على الحدود العراقية – السورية، أو داخل المدن عبر إشغال المقرات، والمشاركة في أعمال المنافذ الحدودية، وتنظيم وضع التجارة في المحافظة.

وتعرضت تلك الفصائل غير مرة إلى قصف أمريكي بطائرات مسيرة، للحد من نشاطاتها في تلك المدن، خاصة وأنها متهمة بالتورط في مقتل محتجين عراقيين، والتعاون مع إيران، التي تواجه العقوبات الاقتصادية الأمريكية.