قالت صحيفة أوبزيرفر البريطانية إن قرار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي نشر مئات من قواتها بشمال سوريا للمساعدة في استعادة الرقة من تنظيم الدولة قفزة في مستنقع خطر، وتغيير كبير في سياسة واشنطن تجاه الحرب السورية.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم أن أميركا تقذف بجنودها قليلي الخبرة نسبيا وسط ميدان معارك خطر للغاية ومتعدد الجبهات، ويضم المليشيات الكردية ذات الخبرة الطويلة في الحرب بتلك المنطقة، وقوات الحكومة السورية، والقوات المعارضة، وقوات روسية وإيرانية وتركية.
وتحدثت عن أن القوات التي ستُنشر من مشاة البحرية “المارينز” والعمليات الخاصة الأميركية -التي يبلغ تعدادها ألفا من الجنود- ستكون عرضة للهجمات من قبل قوات أكبر عددا وأعلى خبرة بالمنطقة، وأشارت إلى احتمال اختطاف أحد أفرادها من قبل تنظيم الدولة وما يسببه من تداعيات، واعتبرت أن القوات الأخرى مثل التركية لا يمكن الوثوق بها، كما أن القوات الروسية والإيرانية لا تفضل التنازل عن الأرض والنفوذ.
وتطرقت أيضا إلى أن الصراع الرئيسي طويل المدى في سوريا لا يتعلق بمصير تنظيم الدولة، بل بالسيطرة السياسية والسيطرة على الأرض شمال سوريا وكذلك شمال العراق.
مصالح متباينة
وأشارت إلى أن جميع اللاعبين الرئيسيين لديهم مصالح مختلفة. فالرئيس بشار الأسد يريد استعادة سوريا كاملة، وتريد تركيا منطقة حدودية آمنة تحت سيطرتها لكبح تطلعات الحكم الذاتي لحلفاء أميركا من أكراد سوريا، ويريد الأكراد التحرر من نير دمشق، وبعضهم يريد الانضمام للإدارة الكردية الذاتية بشمال العراق، وهو تطلع تنظر إليه أنقرة كمهدد وجودي.
واستمرت أوبزيرفر في سرد طبيعة القوات الموجودة بشمال سوريا واحتمالات تعاملها مع القوات الأميركية المزمع نشرها هناك، لتقول إن القوات الروسية -التي تمثل القوة الحقيقية في الجو والأرض بالمنطقة- لن تساعد القوات الأميركية مهما كانت فكرة ترمب عن عهد جديد للعلاقات بين البلدين، بل ستعمل على إضعاف النفوذ الأميركي تماشيا مع سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبسط نفوذه على نطاق الشرق الأوسط وأفغانستان.
وأضافت أن تركيا وروسيا دفنتا خلافاتهما وبدأتا العمل معا لهزيمة “الإرهاب” ووفقا لوجهة نظر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإن “الإرهاب” يعني الأكراد الذين تساندهم واشنطن أكثر مما يعني تنظيم الدولة. كما أن تركيا تساند الخطة الروسية الإيرانية للسلام في سوريا التي تستبعد أميركا وأوروبا.
وخلصت الصحيفة إلى أن المواجهات المباشرة بين القوات الأميركية والتركية ووكلائهما محتملة تماما. واختتمت بالقول إن التصعيد العسكري في حالة دخول القوات الأميركية مشكلة واضح للعيان وسيكون واسعا ومقلقا، وإن شمال سوريا مستنقع قفز إليه ترمب.